هنّأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “الحكومة، رئيسًا وأعضاءً، بمناسبة نيلها ثقة مجلس النواب”، مشيدًا بجهودهم ومثمنًا المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد. كما أعرب عن امتنانه “للمجلس النيابي، رئيسًا وأعضاءً، على قيامهم بواجبهم الدستوري”، مؤكدًا أن منح الثقة يعكس الالتزام الوطني بالسير قدمًا نحو تحقيق الاستقرار والإصلاح.
كتب : هاني سليم
احترام المعارضة ودور الديمقراطية
وأعرب الرئيس عون عن تقديره “لثقة النواب الذين منحوا الثقة للحكومة”، مؤكدًا في الوقت ذاته احترامه “لموقف الذين لم يمنحوها”. واعتبر أن “المعارضة في النظام الديمقراطي البرلماني تُعد حقًا وواجبًا ومسؤوليةً لا غنى عنها”، مشددًا على أن الاختلاف في الرأي يعد جزءًا أساسيًا من العملية الديمقراطية، وأن التنوع السياسي يعزز الحوار البنّاء ويساهم في تصويب المسار نحو تحقيق المصلحة الوطنية.
دعوة للحوار الوطني
ونوّه الرئيس عون “بالمواقف الوطنية الجامعة التي أكدت الانفتاح على مبدأ الحوار والتزام سقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى”. وأشار إلى أن هذه المواقف، التي برزت بشكل لافت في الأيام الأخيرة، “تشكل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في مسيرة الإنقاذ الوطني”.
وأكد على أهمية الحوار الوطني كركيزة أساسية لتحقيق التوافق في القضايا المحورية، داعيًا جميع الأطراف السياسية إلى تغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن التجاذبات الضيقة، مشددًا على أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة تستدعي تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد.
الالتزام بالإصلاح ومسيرة الإنقاذ
وفي سياق حديثه عن التحديات الراهنة، شدد الرئيس عون على أن نيل الحكومة للثقة يشكل “خطوة مهمة نحو بدء مسيرة الإصلاح والإنقاذ الوطني”. وأعرب عن أمله في أن تلتزم الحكومة بتنفيذ الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، مؤكدًا أن “الشعب اللبناني ينتظر من الحكومة قرارات جريئة وخطوات عملية تساهم في تخفيف معاناته وتحسين ظروفه المعيشية”.
إشادة بالوحدة الوطنية والمسؤولية المشتركة
وأشاد الرئيس عون “بالمواقف الوطنية التي أكدت التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى”، معتبرًا أن هذه المواقف تعكس وعيًا وطنيًا وإدراكًا لأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات.
وأضاف أن “المسؤولية الوطنية تقع على عاتق الجميع، حكومةً ومجلسًا نيابيًا ومجتمعًا مدنيًا، لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي”، داعيًا إلى تعاون مثمر بين جميع الأطراف بعيدًا عن الانقسامات والتجاذبات السياسية.
رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل
وفي ختام تصريحاته، وجه الرئيس جوزاف عون رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل، مؤكدًا أن “لبنان قادر على تجاوز المحن والصعاب بروح الوحدة والتكاتف”. ودعا جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف الحكومة في مسيرتها لتحقيق الإصلاحات المنشودة، مشددًا على أن “الإرادة الوطنية الصادقة كفيلة ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.
بهذه الرسالة التفاؤلية، يؤكد الرئيس جوزاف عون على ضرورة توحيد الجهود والعمل الجاد من أجل بناء لبنان أقوى وأكثر استقرارًا، واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
