لبنان يستعيد ثلاث قطع أثرية مهربة بالتعاون مع سويسرا

في إنجاز جديد يعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة اللبنانية – المديرية العامة للآثار، تسلمت الوزارة ثلاث قطع أثرية قيّمة كانت قد خرجت من لبنان بطريقة غير مشروعة، قبل أن تتم مصادرتها من قبل السلطات المختصة في سويسرا. وقد جرى تسليم هذه القطع رسميًا عبر سفارة سويسرا في لبنان، في خطوة تعزز التعاون الدولي في مجال حماية التراث الثقافي ومكافحة تهريب القطع الأثرية.
كتب: هاني سليم

تفاصيل القطع المستعادة
تشمل القطع الأثرية المستعادة ثلاث قطع ذات أهمية تاريخية كبيرة:
- قارورة زجاجية مزخرفة: تتميز هذه القارورة بلونها الأزرق وزخرفاتها النافرة، وهي قطعة فنية تعكس براعة الحرفيين القدماء في فن الزجاج.
- تمثال صغير للآلهة أفروديت: يعود التمثال إلى القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، إلا أنه يعاني من فقدان رأسه، لكنه لا يزال يحتفظ بقيمته الأثرية الكبيرة كجزء من التراث الفني للبنان.
- تمثال برونزي صغير: يعود هذا التمثال إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويعد مثالًا على المهارة الفائقة التي تمتع بها النحاتون في تلك الحقبة.

جهود متواصلة لحماية الإرث الثقافي
تأتي هذه المبادرة ضمن إطار الجهود الدؤوبة التي تبذلها وزارة الثقافة اللبنانية، ممثلة بالمديرية العامة للآثار، لحماية الممتلكات الثقافية المنقولة وغير المنقولة. كما أنها ثمرة التنسيق المستمر مع سفارة لبنان في سويسرا، التي تتابع عن كثب جميع القضايا المرتبطة بالإرث الثقافي اللبناني.
وفي هذا السياق، أكدت الوزارة أنها مستمرة في متابعة قضايا الاتجار غير المشروع بالمقتنيات الأثرية، بهدف استعادة أكبر عدد ممكن من القطع المسروقة أو المهربة إلى الخارج. كما شددت على أهمية التعاون مع الجهات الدولية والسلطات المختصة في مختلف البلدان، من أجل ضمان حماية التراث الثقافي اللبناني والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
التعاون الدولي في مكافحة تهريب الآثار
تعكس هذه العملية نجاح التعاون بين لبنان وسويسرا في مجال استعادة الآثار، ما يعزز أهمية الجهود المشتركة بين الدول لمحاربة تهريب القطع الأثرية. ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من الخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لاسترجاع تراثها المسلوب، حيث سبق لها أن استعادت قطعًا أثرية من عدة دول في السنوات الأخيرة، بفضل الجهود الدبلوماسية والتنسيق مع الهيئات الدولية المتخصصة.
أهمية استعادة الآثار اللبنانية
تمثل هذه الخطوة خطوة أساسية في مسيرة الحفاظ على الهوية الثقافية للبنان، حيث تشكل القطع الأثرية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البلاد وإرثها العريق. كما أن استعادتها تسهم في تعزيز الوعي بأهمية التراث الوطني وضرورة حمايته من السرقة والاتجار غير المشروع.