سياسة

بوشكيان…الانتخابات البلدية إنجاز ديمقراطي يؤسس لثقة متجددة بالدولة

في لحظة دقيقة من تاريخ لبنان، وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متداخلة، جاءت الانتخابات البلدية والاختيارية لتشكّل بارقة أمل ومحطة ديمقراطية جامعة أعادت تسليط الضوء على قدرة الدولة ومؤسساتها على النهوض بمسؤولياتها الدستورية، حتى في أحلك الظروف. النائب جورج بوشكيان كان من أوائل من قرأوا هذا الاستحقاق من زاوية بنّاءة، واعتبروه أكثر من مجرد عملية انتخابية إدارية، بل محطة في مسار استعادة الثقة بين الدولة والمواطن.

في بيانه الذي صدر عقب انتهاء المرحلة الأخيرة من الانتخابات يوم السبت، أكد النائب بوشكيان أن ما تحقق لم يكن أمراً عابراً، بل دليلاً على أن مؤسسات الدولة، رغم التحديات الجسيمة، لا تزال قادرة على أداء واجباتها وتنظيم استحقاق ديمقراطي يلامس جوهر الحياة السياسية.

وأوضح أن التنسيق الذي تم بين الوزارات والأجهزة الأمنية والإدارية يعكس إرادة سياسية وإدارية قوية تحرص على احترام المواعيد الدستورية، وهو ما يثبت أن الدولة لا تزال حاضرة وفاعلة، شرط توافر الإرادة والنية الصادقة.

بوشكيان توجّه بالشكر إلى وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، مشيداً بقيادته “الحكيمة” للمسار الانتخابي، ومثمّناً الجهود الكبيرة التي بذلها لضمان تنظيم الانتخابات بسلاسة وشفافية، وبما يليق بتطلعات المواطنين وثقتهم المتبقية في المؤسسات العامة.

كما لم يغب عن باله دور الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، وأمن الدولة، الذين رافقوا العملية الانتخابية منذ بدايتها وسهروا على تأمين أجواء هادئة تضمن للناخبين ممارسة حقهم الديمقراطي دون ضغط أو ترهيب.

وفي السياق نفسه، نوّه بوشكيان بأداء المحافظين والقائمقامين ورؤساء الدوائر والبلديات، إلى جانب الموظفين الإداريين، الذين عملوا على الأرض “بتفانٍ ومسؤولية”، وساهموا بشكل مباشر في إنجاح العملية الانتخابية.

واعتبر النائب أن هذا الاستحقاق لم يكن مجرد واجب روتيني أو إجراء تقني، بل يمثل “خطوة أساسية في مسار استعادة الثقة بالدولة”، ويدل على أن العمل المشترك والمنسّق بين مختلف الأطراف قادر على إنتاج إنجاز وطني حقيقي، حتى عندما تعاني البلاد من شلل سياسي وتعطيل مؤسساتي.

في ختام بيانه، دعا بوشكيان إلى البناء على هذا الإنجاز من خلال دعم مسيرة الإصلاح، والعمل على تعزيز حضور الدولة في حياة المواطنين، ليس فقط من خلال الانتخابات، بل عبر الخدمات العامة، والتنمية المحلية، وتعزيز الشفافية والرقابة، بما يحقق تطلعات اللبنانيين نحو مستقبل يليق بتضحياتهم الكبيرة وآمالهم المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى