منوعات

رئيس الجمهورية يطلع على خطط وزارة الشباب والرياضة ويعلن رعايته لمؤتمر الاستراتيجية الوطنية

في خطوة تؤكد اهتمام الدولة بالقطاع الرياضي وحرصها على تطويره، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان، حيث قدّمت له عرضًا مفصّلًا حول أبرز الأنشطة التي تعتزم الوزارة تنفيذها خلال فصل الصيف، إلى جانب المهرجانات الرياضية والترفيهية المزمع تنظيمها في مختلف المناطق اللبنانية. اللقاء شكّل مناسبة للبحث في سبل تعزيز دور الرياضة كركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والسياحية والاقتصادية في البلاد.

أوضحت الوزيرة بيرقداريان خلال الاجتماع أنّ الوزارة تعمل على إطلاق سلسلة من الأنشطة والبطولات التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى تنظيم مهرجانات كبرى في مناطق عدة، بهدف إحياء الحركة الرياضية وتنشيط السياحة الداخلية. وتأتي هذه المبادرات في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، لتشكل مساحة ترفيهية للمواطنين، وتعيد الحياة إلى الملاعب والساحات العامة.

وأشارت إلى أن هذه الفعاليات لن تقتصر على البطولات الرياضية فحسب، بل ستتخللها أنشطة ثقافية وفنية تهدف إلى تشجيع التفاعل المجتمعي وتعزيز روح التعاون والتطوع، مؤكدة أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية شاملة للوزارة لجعل الرياضة أداة للتلاقي الإيجابي بين اللبنانيين.

كما استعرضت الوزيرة مع الرئيس عون الخطوات التي أنجزتها الوزارة على صعيد إعداد استراتيجية وطنية شاملة للرياضة في لبنان، بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى وضع أسس حديثة للإدارة الرياضية، وتطوير البنى التحتية، إلى جانب خلق بيئة قانونية وتشريعية تواكب المعايير الدولية في مختلف المجالات الرياضية.

وأوضحت بيرقداريان أنّ هذه الخطة تشمل أيضًا تعزيز التربية الرياضية في المدارس، وتحفيز الاستثمار في القطاع، بما يسهم في توفير فرص عمل جديدة وتحريك الاقتصاد المحلي. كما سيتم العمل على دعم الرياضيين اللبنانيين وتمكينهم من تحقيق نتائج مشرّفة في الاستحقاقات الإقليمية والدولية.

من جهته، رحّب الرئيس عون بالمبادرات التي تقوم بها الوزارة، مؤكّدًا أهمية الرياضة في بناء مجتمع صحي ومتوازن، وفي تحقيق التلاقي بين اللبنانيين بعيدًا عن الانقسامات. واعتبر أنّ الرياضة لا تُختزل بالتسلية أو الترفيه، بل تشكّل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحفيز الشباب على الإبداع والانضباط.

وأعلن الرئيس موافقته على رعاية المؤتمر الافتتاحي الخاص بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للرياضة، المقرر عقده في شهر أيلول المقبل، مؤكّدًا حضوره الشخصي لهذا الحدث الذي سيشكّل نقطة انطلاق حقيقية لتطوير القطاع الرياضي في لبنان.

تأتي هذه التحركات في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان، حيث يشكّل القطاع الرياضي متنفسًا أساسيًا للشباب، وأداة لتعزيز التماسك الاجتماعي في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية. ويرى خبراء أنّ وضع استراتيجية وطنية متكاملة، مدعومة من الدولة، سيتيح للرياضة اللبنانية الانتقال من حالة الركود إلى مرحلة النمو المستدام، كما سيمنح لبنان حضورًا أكبر في الساحات الرياضية الإقليمية والعالمية.

وتُعوّل الوزارة، بدعم من رئاسة الجمهورية، على هذا المشروع ليكون مدخلًا لإصلاح شامل، يشمل البنى التحتية الرياضية، والبرامج التربوية، والسياسات الاستثمارية، بما يتيح للقطاع أن يلعب دوره الكامل في خدمة المجتمع والاقتصاد.

من الواضح أنّ الرياضة في لبنان تدخل اليوم مرحلة جديدة، عنوانها التعاون بين الدولة والقطاعين العام والخاص، من أجل إطلاق نهضة حقيقية تعيد إلى الملاعب ألقها، وتمنح الشباب اللبناني مساحة للتعبير عن طاقاتهم في بيئة آمنة ومنظمة. ومع اقتراب موعد المؤتمر في أيلول المقبل، تترقب الأوساط الرياضية الخطوات المقبلة، على أمل أن تشكّل هذه المبادرات بداية لعهد جديد في تاريخ الرياضة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى