احياء الذكري الخمسون للسيدة ام كلثوم

كتبت: ماريان مكاريوس
في أمسيةٍ نادرة… امتزج فيها عبق الذكرى بروح الطرب، وارتفعت الستارة على مسرح كازينو لبنان لتُطلّ الذكرى الخمسون لرحيل سيدة الغناء العربي… أم كلثوم.
نظم الصالون الأدبي والثقافي حفلاً غنائياً موسيقياً، لكنّه لم يكن مجرّد أمسية… بل كان طقسًا من طقوس الوفاء للفن الأصيل.
على المسرح، وقفت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي، بصوتها العميق الحنون، تُنادي أرواح الزمن الجميل… تُحاكي صدى صوت أم كلثوم، وتبعثه حيًّا بين الجمهور.
ومن خلفها، عزفت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، فأصبحت النغمات كأجنحة نور تطوف بالمكان… تتسلل إلى القلب، وتوقظ الذاكرة.
أغنيات خالدة انبعثت من جديد… “أمل حياتي”، “فكروني”، “سيرة الحب”… لحظات خاشعة، فيها شيء من الصلاة وشيء من السحر.
ولم يكن هذا الحفل وقفة عند أم كلثوم وحدها، بل تحية عطرة لأيقونات الفن العربي… لفيروز الحلم، لأسمهان الحنين، ولوردة الجزائرية التي كانت صوت الوجدان.
ويُروى — وكأن الزمن يدور دورته — أن أم كلثوم ذاتها، وقبل سبعين عامًا، صدحت على أرض لبنان، في كازينو بيسين عالية… كانت ليلة من ليالي أغسطس عام 1955…
غنّت “ذكريات”، فحملت صوتها رياح الصيف إلى كل القلوب… وما زالت تتردد حتى الآن، كأنها لم ترحل قط.
لأن الفن لا يموت… بل يعود، كلما اشتقنا.