رئيس الجمهورية يستقبل رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية

كتب: هاني سليم

في إطار التواصل العربي المستمر مع لبنان، وحرص الدول الشقيقة على دعم استقراره السياسي والاقتصادي، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القصر الجمهوري، رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية السيد محمد جاسم الصقر، حيث خُصّص اللقاء لبحث الأوضاع العامة في لبنان في ظلّ التحديات المتصاعدة التي تعصف به على مختلف المستويات.
وأكد الصقر، في تصريح عقب اللقاء، أن الاجتماع شكّل فرصة للوقوف على التطورات اللبنانية من منظور مباشر، وقال: “استمعنا إلى عرض مفصّل من فخامة الرئيس حول الأوضاع الحالية في البلاد، وتحدثنا بصراحة حول رؤيتنا للدعم الممكن الذي يمكن أن نقدّمه كجهة عربية مهتمة بمساعدة لبنان”.
دعم عربي للبنان وسط العواصف
وأضاف الصقر أن المجلس الذي يرأسه يتابع باهتمام بالغ ما يجري في لبنان، ويعمل على تشجيع المبادرات التي من شأنها تخفيف الأزمة المعقدة التي يعاني منها البلد، مؤكداً أن الدعم العربي للبنان لا يزال حاضرًا، لكن المطلوب هو وضوح في المسارات السياسية وتعاون فعلي من الداخل اللبناني.
وتابع قائلاً: “ندرك تمامًا أن لبنان يواجه تحديات كبيرة، سواء على مستوى الاقتصاد أو الانقسامات الداخلية أو حتى ما يتعلق بسيادة الدولة وسلاحها، لكننا في المقابل نؤمن أن الحلول ليست مستحيلة، بل هي متاحة وواضحة، إذا ما توافرت النية الحقيقية لتطبيقها”.
خطاب القسم… خريطة طريق صعبة التنفيذ
ولفت الصقر في تصريحاته إلى أن خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون مع تسلّمه سدة الرئاسة، يشكل في مضمونه “خريطة طريق واضحة نحو بناء الدولة واستعادة المؤسسات دورها”، لكنه في المقابل أقرّ بصعوبة تطبيق هذا الخطاب على أرض الواقع في ظل وجود ما وصفه بـ”العقبات الجوهرية”، وعلى رأسها مسألة السلاح غير الشرعي، التي تعيق قيام دولة قادرة متوازنة تحظى بثقة المواطن والمجتمع الدولي في آن.
وفي هذا السياق، شدد الصقر على أن “لبنان بحاجة إلى معالجة شاملة، لا تجميلية ولا مؤقتة، تشمل كل الجوانب الأساسية من الإصلاح السياسي إلى معالجة ملف الكهرباء، إلى ضبط الحدود، إلى تعزيز القضاء واستقلاليته”.
تفاؤل مشوب بالحذر واستعداد للدعم
ورغم حراجة الوضع، عبّر الصقر عن أمله في أن يتمكّن اللبنانيون من التوصل إلى حلول توافقية تُنهي الأزمات المتراكمة وتُعيد لبنان إلى خارطة الاستقرار والنهوض، مشيرًا إلى أن لبنان “لا يزال يحظى بتضامن عربي ودولي، لكن الوقت لا يعمل لصالحه، والمماطلة لم تعد خيارًا”.
وختم بالقول: “نحن في مجلس العلاقات العربية والدولية على أتم الاستعداد لتقديم كل دعم ممكن للبنان، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو التنموي، لأننا نؤمن أن استقرار لبنان يصب في مصلحة المنطقة بأسرها، ويُعدّ ضرورة عربية قبل أن يكون شأنًا داخليًا بحتًا”.
لقاء يعكس حرصًا إقليميًا
ويُعدّ هذا اللقاء امتدادًا لسلسلة اللقاءات التي يعقدها رئيس الجمهورية مع مسؤولين ووفود عربية ودولية، بهدف استعراض الأوضاع الداخلية والسعي إلى إعادة تفعيل شبكة الدعم الإقليمي والدولي للبنان، في وقت تتزايد فيه الضغوط المعيشية على المواطنين، وتتراجع فيه ثقة الخارج بقدرة الدولة على الإصلاح الذاتي.
الجدير ذكره أن مجلس العلاقات العربية والدولية، الذي يترأسه الصقر، يضم في عضويته شخصيات بارزة من مختلف الدول العربية، ويعمل على تعزيز الحوار والتعاون بين الدول والمؤسسات الفكرية والسياسية، ويضطلع بدور فاعل في تقديم مبادرات لحل الأزمات الإقليمية، ومنها الأزمة اللبنانية التي باتت تؤرق المشهد العربي برمّته.