رئيس الحكومة اللبنانية ووفد فرنسي لبحث تجديد ولاية قوات “اليونيفيل”

كتب: هاني سليم

استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، في السرايا الحكومية، وفداً فرنسياً رفيع المستوى ضم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو إلى جانب عدد من المسؤولين والدبلوماسيين من وزارتي الخارجية والدفاع في الجمهورية الفرنسية، وذلك في إطار التباحث حول تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، المعروفة بـ”اليونيفيل”.
جاء هذا اللقاء في وقت حاسم، حيث تُعد فرنسا الدولة الراعية لمشروع قرار تجديد ولاية اليونيفيل أمام مجلس الأمن الدولي، وهي تلعب دوراً محورياً في الدفع نحو تثبيت الاستقرار في الجنوب اللبناني. وتناول النقاش الأوضاع الأمنية الراهنة في المنطقة، والجهود المشتركة بين لبنان والقوات الدولية لضمان بيئة آمنة ومستقرة في مناطق العمليات.
أكد الوفد الفرنسي خلال الاجتماع على أهمية الرسالة الرسمية التي وجهتها الحكومة اللبنانية إلى مجلس الأمن، والتي تعبر عن التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، الذي يهدف إلى وضع حد للأعمال العدائية وضمان احترام الحدود والسيادة اللبنانية. وأعرب الوفد عن تقديره للدور البناء الذي يلعبه لبنان في تسهيل عمل قوات اليونيفيل، مشيداً بالتعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية.
من جانبه، جدد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التزام لبنان المطلق بتنفيذ بنود القرار 1701، مشدداً على حرص الحكومة على توفير كل الظروف اللازمة لعمل اليونيفيل بكفاءة وفعالية. وأكد أن وجود هذه القوات الدولية يعزز من استقرار المنطقة ويدعم الجيش اللبناني في مهمته الوطنية المتمثلة في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، لا سيما في المناطق الحدودية الجنوبية التي تشهد تحديات أمنية متكررة.
وأشار الرئيس سلام إلى أن تحقيق استقرار دائم ومستدام في جنوب لبنان لن يكون ممكناً من دون انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، والوقف الفوري للانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية، التي تشكل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي والإقليمي. وأوضح أن هذا الانسحاب هو شرط أساسي لتأمين بيئة آمنة ومستقرة تسمح لبناء مستقبل يسوده السلام والتنمية.
وفي سياق تعزيز العلاقات الثنائية، أشاد رئيس الحكومة بالدور المحوري الذي تضطلع به فرنسا في دعم لبنان على المستويين السياسي والدبلوماسي، سواء داخل مجلس الأمن الدولي أو في المحافل الدولية الأخرى. وأكد على أهمية استمرار هذا الدعم في المرحلة القادمة، لا سيما فيما يتعلق بتجديد تفويض قوات اليونيفيل، الذي يُعتبر عنصراً رئيسياً في الحفاظ على التوازن الأمني في المنطقة.
وختم اللقاء بالتأكيد على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين لبنان وفرنسا، بما يعزز جهود الحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، ويُسهم في إيجاد حلول دائمة للنزاعات العالقة التي تؤثر على أمن البلاد والمنطقة بأسرها.