مورغان أورتاغوس في بيروت مجددًا: وساطة أميركية لحسم الملفات العالقة

كتبت ماريان مكاريوس
بيروت – مع بداية نيسان المقبل، تستعد نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لزيارة لبنان في إطار جولة دبلوماسية تهدف إلى تحريك الملفات العالقة بين بيروت وتل أبيب. وتأتي هذه الزيارة وسط أجواء سياسية متوترة، حيث تحمل في جعبتها مقترحات لحلحلة قضايا النزاع اللبناني-الإسرائيلي، بما في ذلك ملف النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، الأسرى اللبنانيين، وترسيم الحدود البرية بين البلدين.
زيارة تحمل “جدية حاسمة” في الوساطة
بحسب مصادر مطلعة، فإن أورتاغوس ستصل إلى بيروت بـ”جدية حاسمة” في التعامل مع الملفات المطروحة، مستندةً إلى دعم إدارتها لمقترحات سبق أن عرضتها في زيارات سابقة. وتشير المعلومات إلى أنها ستلتقي برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة سبل تفعيل الوساطة الأميركية في هذا الإطار.
جدل يرافق أورتاغوس في لبنان
الزيارة المرتقبة تأتي بعد شهور من الجدل الذي أثارته أورتاغوس خلال زيارتها السابقة إلى بيروت، حيث لفتت الأنظار بارتدائها خاتمًا يحمل نجمة داوود خلال لقاءاتها الرسمية، مما أثار تساؤلات حول رسائلها الضمنية وموقفها الحاد تجاه “حزب الله”. هذه التحركات الدبلوماسية لم تكن بمنأى عن انتقادات الأوساط السياسية اللبنانية، التي رأت في تصريحاتها آنذاك انحيازًا واضحًا في التعاطي مع الملف اللبناني.
فرنسا تدفع نحو التفاعل مع المبادرة الأميركية
في موازاة الجهود الأميركية، تحاول فرنسا لعب دور مكمل عبر مبعوثها الرئاسي جان إيف لودريان، الذي شجع المسؤولين اللبنانيين على التعاطي الإيجابي مع الطروحات الأميركية. هذا التنسيق الفرنسي-الأميركي يهدف إلى الدفع باتجاه توافق إقليمي، قد يسهم في حلحلة الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل، خصوصًا في ظل تعثر المبادرات السابقة.
ترقب للنتائج في ظل تحركات إقليمية
تأتي زيارة أورتاغوس في وقت يستعد فيه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للتوجه إلى باريس، حيث من المتوقع أن يبحث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سبل إعادة الإعمار وعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان. هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة تعكس مساعي القوى الكبرى لإيجاد حلول للأزمات اللبنانية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
ويبقى السؤال الأبرز: هل تنجح الوساطة الأميركية في تحقيق اختراق فعلي في الملفات العالقة، أم ستبقى المبادرات مجرد محاولات مؤقتة في مشهد إقليمي معقد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.