منوعات

لبنان يستعد لتحري هلال شوال 1446 هـ.. ومفتي الجمهورية يكلف الشيخ أمين الكردي بإلقاء خطبة العيد

تترقب الدول الإسلامية، ومن بينها لبنان، موعد تحري هلال شهر شوال لعام 1446 هـ، وذلك بعد غروب شمس يوم السبت الموافق 29 رمضان 1446 هـ، والمصادف 29 مارس 2025 ميلاديًا. وتُعد رؤية هلال شوال من الأحداث المهمة التي يترقبها المسلمون حول العالم، إذ يترتب عليها تحديد أول أيام عيد الفطر السعيد، الذي يمثل نهاية شهر الصيام وبداية الاحتفالات بعيد الفطر المبارك.

في هذا السياق، أعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية أنها ستقوم بتحري الهلال وفق الطرق الشرعية المعتبرة، وبالتنسيق مع الهيئات الفلكية المختصة. وتعتمد دار الفتوى على الجمع بين الرؤية البصرية المباشرة والحسابات الفلكية الدقيقة لضمان التحقق من ظهور الهلال وإعلان موعد العيد بشكل رسمي.

ومن المعتاد أن تصدر دار الفتوى بيانًا رسميًا مساء يوم السبت 29 مارس 2025، للإعلان عن ما إذا كان يوم الأحد 30 مارس هو أول أيام عيد الفطر، أو ما إذا كان شهر رمضان سيتمم 30 يومًا ليكون العيد يوم الاثنين 31 مارس 2025.

في إطار التحضيرات للاحتفال بعيد الفطر، كلف مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، بإلقاء خطبة عيد الفطر. ومن المقرر أن تُقام الصلاة في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وهو أحد أكبر وأشهر المساجد في لبنان، ويتميز بموقعه الرمزي والتاريخي في قلب العاصمة اللبنانية.

تُعتبر خطبة عيد الفطر من السنن المؤكدة التي يحرص المسلمون على حضورها، حيث تحمل معاني الفرح والبهجة، إلى جانب رسائل التسامح والتآخي التي تعزز روح المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع. ومن المتوقع أن تتناول الخطبة أهمية التكافل الاجتماعي، والتقرب إلى الله من خلال الزكاة والصدقات، وأهمية نشر السعادة بين الناس، خاصة الفقراء والمحتاجين.

يحتفل اللبنانيون بعيد الفطر بأجواء روحانية واجتماعية مميزة، حيث يبدأ صباح العيد بأداء صلاة الفجر، ثم التوجه إلى المساجد والساحات الكبرى لأداء صلاة العيد، التي تجمع المصلين من مختلف المناطق.

بعد الصلاة، يتبادل الناس التهاني والتبريكات، ويحرصون على زيارة الأهل والأقارب، في إطار صلة الرحم التي تعد من أهم العادات والتقاليد المرتبطة بعيد الفطر. كما تشهد العيدية حضورًا بارزًا في هذه المناسبة، حيث يقدم الكبار الهدايا النقدية للأطفال، وهو تقليد يضفي البهجة على قلوبهم.

مع حلول العيد، تنشط العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية في توزيع الزكاة والصدقات على العائلات المحتاجة، حيث يحرص العديد من اللبنانيين على إخراج زكاة الفطر قبل موعد صلاة العيد، امتثالًا للتعاليم الإسلامية التي تحث على مساعدة الفقراء وإدخال الفرحة إلى قلوبهم في هذه المناسبة المباركة.

بمناسبة عيد الفطر، تتخذ الجهات الأمنية في لبنان إجراءات مكثفة لضمان أمن وسلامة المصلين خلال أداء الصلاة في المساجد، إضافة إلى تعزيز التدابير الأمنية في الأماكن العامة، مثل الأسواق التجارية، والحدائق، والمناطق السياحية التي تشهد إقبالًا كبيرًا خلال أيام العيد.

على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يمر بها لبنان، يحرص اللبنانيون على الاحتفال بعيد الفطر بكل فرح وأمل، حيث تمثل هذه المناسبة فرصة لتجديد الأمل وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، فضلًا عن كونها محطة للتأمل في معاني الصبر والعبادة التي عاشها المسلمون خلال شهر رمضان.

وبانتظار الإعلان الرسمي من دار الفتوى، تبقى الأنظار موجهة إلى تحري هلال شوال، وسط أجواء من الترقب والفرح بقدوم عيد الفطر المبارك، الذي يحمل معه نسائم المحبة والسلام لكل اللبنانيين والمسلمين حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى