المجلس الوطني الأرثوذكسي يدين جريمة قتل كوجانيان ويطالب بوضع حد للسلاح المتفلّت
المجلس الوطني الأرثوذكسي يدين جريمة قتل كوجانيان ويطالب بوضع حد للسلاح المتفلّت

كتب: هانى سليم

أصدر المجلس الوطني الأرثوذكسي بيانًا حازمًا أدان فيه جريمة قتل الأرشمندريت انانيا كوجانيان، وهي جريمة وصفها المجلس بأنها ليست الوحيدة، بل تندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات الدموية التي تعرض لها العديد من اللبنانيين في مختلف المناطق، المدن، والقرى اللبنانية. وطالب المجلس بمعالجة جدية للوضع الأمني المتدهور الذي أصبح يشكل تهديدًا واضحًا على حياة المواطنين.
في بيانه، تساءل المجلس الوطني الأرثوذكسي عن مدى استمرار الفلتان الأمني الذي يهدد حياة المواطنين بشكل يومي، من دون أن يكون هناك من رقيب أو محاسب على هذه الأوضاع الخطيرة. كما شدد البيان على أن اللبنانيين أصبحوا يواجهون حالة من الخوف المستمر نتيجة الاعتداءات المتكررة التي تطال الأبرياء، وهو ما يعكس انهيارًا في قدرة الدولة على فرض سيطرتها وحماية مواطنيها من هذه الممارسات العشوائية.
وأضاف المجلس في بيانه أن الشعب اللبناني يعيش في حالة من الارتباك والقلق المستمر بشأن الأوضاع الأمنية، موضحًا أن التكرار المتزايد للحوادث الإجرامية والانفلات الأمني قد بلغ حدًا أصبح فيه المواطن العادي يخشى مغادرة منزله خوفًا من التعرض للأذى. هذه الأوضاع تضع الجميع أمام مسؤولية مشتركة للتوصل إلى حلول عاجلة، تبدأ بإعادة هيبة الدولة وبسط الأمن في كافة المناطق اللبنانية.
وفي إطار الحلول العملية، طالب المجلس بضرورة إنهاء ملف النازحين في لبنان بشكل سريع، مؤكدًا ضرورة تحديد موعد لترحيلهم إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن. وأكد المجلس على أهمية هذا الملف كأولوية، نظرًا للتأثيرات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يتركها وجود هؤلاء النازحين في البلاد. كما وجه المجلس دعوته إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية للتحرك بشكل فوري لضبط الأمور، ملاحقة المتورطين، ونزع السلاح غير الشرعي الذي انتشر في العديد من المناطق، سواء في المنازل أو في المخيمات.
وفيما يخص الشأن الحكومي، دعا المجلس الوطني الأرثوذكسي إلى الإسراع في تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، مطالبًا الرئيس المكلف نواف سلام بتسريع عملية تأليف الحكومة الجديدة من أجل إعادة انتظام الدولة ومؤسساتها، لاسيما في القطاعات الأمنية والاقتصادية والمالية والقضائية. كما شدد البيان على ضرورة فصل الدين عن الدولة والعمل على تطوير نظام يحترم حقوق الإنسان ويراعي مصلحة الجميع دون تدخلات خارجية أو مصالح ضيقة.
وأشار المجلس إلى أن مشروع لبنان الجديد الذي تم طرحه مؤخرًا، يعتبر المدخل الأساسي لتنفيذ برنامج الإصلاحات الذي أعلنه الرئيس العماد جوزاف عون في خطاب القسم، مؤكدًا أن الشعب اللبناني ينتظر بترقب خطوات جدية لتحسين الأوضاع. وتساءل البيان عن سبب التأخير في تنفيذ هذه الإصلاحات، خاصة في ظل الوضع الراهن الذي يستدعي تحركًا سريعًا.
وفي السياق ذاته، جدد المجلس الوطني الأرثوذكسي رفضه القاطع لـ إعادة توزير الوزراء الذين شاركوا في الحكومات السابقة، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوات لن تساعد في بناء لبنان جديد، بل ستكون بمثابة إعادة إنتاج الفشل الذي عانى منه اللبنانيون على مدار السنوات الماضية. ودعا إلى تعيين اختصاصيين مستقلين في المناصب الوزارية، مع إتاحة الفرصة للشباب والشابات اللبنانيين للمشاركة في إعادة بناء الدولة.
ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة، يصر المجلس الوطني الأرثوذكسي على أهمية الشفافية والمشاركة الوطنية في الحلول المطروحة، مؤكدًا أن لبنان الجديد لا يمكن أن يتحقق دون إرادة صادقة وتضامن وطني من جميع الأطراف المعنية.