رئيس الجمهورية: استعادة الثقة بلبنان ودور الانتشار اللبناني في تعزيز الاقتصاد الوطني

كتب: هاني سليم

في لقاء جمعه مع وفد مجلس رجال الأعمال اللبناني-السعودي، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أهمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان ودول الخليج، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي تركه اللبنانيون في هذه الدول على مدى عقود. وقد تحدث الرئيس عون عن زياراته الأخيرة لقادة دول الخليج، مبرزًا محبة هذه الدول لشعب لبنان وتقديرهم الكبير للمساهمات القيمة التي قدمها اللبنانيون في بناء ونهضة اقتصادات الخليج. كما شدد على أن اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي كانوا دائمًا في صلب الحركة الاقتصادية والاجتماعية، وأن التزامهم بالقوانين والأنظمة في هذه الدول يعكس صورة مشرقة عن لبنان في الخارج.
وأشار الرئيس عون إلى أن هذه الصورة الإيجابية التي يحملها اللبنانيون في دول الخليج يجب أن تكون حافزًا لاستعادة الثقة في لبنان، مؤكداً على أن هذا الأمر يشكل أحد الأهداف الرئيسية التي يعمل عليها مع الحكومة ومجلس النواب. وأوضح أن استعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني هي الخطوة الأساسية لإعادة جذب الاستثمارات، وخاصة من قبل المستثمرين الخليجيين الذين لهم دور كبير في تحفيز النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس عون أن الإصلاحات التي أُقرت في لبنان، بالإضافة إلى تلك التي لا تزال قيد المناقشة في البرلمان والحكومة، تشكل أساسًا قويًا لاستعادة هذه الثقة. وأشار إلى أن هذه الإصلاحات تشمل العديد من المجالات الحيوية، مثل إصلاح النظام المالي والضريبي، وتحسين بيئة الأعمال، وتطوير البنية التحتية، وهي جميعها تهدف إلى جعل لبنان أكثر جذبًا للاستثمار وتهيئة الأرضية لاستقرار اقتصادي مستدام.
من جهة أخرى، وفي لقاء مع وفد الاتحاد اللبناني-البرازيلي، أكد الرئيس عون على أن اللبنانيين المنتشرين في الخارج يمثلون ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني. ولفت إلى أن الدور الذي يلعبه اللبنانيون في الخارج في تعزيز الاقتصاد المحلي لا يقتصر على التحويلات المالية فحسب، بل يشمل أيضًا مساهمتهم في نقل الخبرات، وتعزيز الروابط التجارية بين لبنان ودول الانتشار. وأوضح أن المنتشرين اللبنانيين شكلوا على مر العصور دعامة أساسية للبنان، وأن وجودهم في مختلف أنحاء العالم كان له تأثير إيجابي في تعزيز قدرة لبنان على الصمود في الأوقات الصعبة.
وأشار الرئيس عون إلى أن لبنان يواجه العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية في الوقت الراهن، إلا أن الدعم الكبير الذي يقدمه اللبنانيون في الخارج هو عامل أساسي في تعزيز صمود الشعب اللبناني في مواجهة هذه التحديات. وقد أثنى على الدور الذي يلعبه الاتحاد اللبناني-البرازيلي في تعزيز الروابط بين لبنان والبرازيل، لافتًا إلى أن البرازيل تحتضن أكبر جالية لبنانية في العالم، وأن هذه الجالية تمثل جسرًا مهمًا بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس عون في ختام حديثه أن لبنان يعوّل على دعم اللبنانيين المنتشرين في الخارج في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مشيرًا إلى أن نجاح لبنان في استعادة استقراره الاقتصادي والاجتماعي يتطلب تكاتف جميع أبنائه، سواء في الداخل أو في الخارج. كما دعا إلى استمرار التعاون بين الحكومة اللبنانية والجاليات اللبنانية في دول الانتشار، لتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين لبنان والعالم.