سياسة

اللبنانية لينا متلج دياب وزيرة للهجرة في كندا

من البرلمان الفيدرالي إلى صدارة المشهد السياسي الكندي

في خطوة لافتة تعكس التنوع والانفتاح الذي تتسم به السياسة الكندية، أعلن رئيس الوزراء الكندي يوم 13 أيار/مايو 2025 عن تعيين النائبة الفيدرالية من أصول لبنانية، لينا متلج دياب، وزيرة للهجرة في الحكومة الفيدرالية الجديدة، لتكون بذلك واحدة من أبرز الشخصيات السياسية الكندية ذات الأصول العربية التي تصل إلى هذا المنصب الرفيع.

جاء هذا التعيين في وقت يشهد فيه ملف الهجرة اهتمامًا بالغًا على الساحة الكندية، نظرًا لتداعيات الأزمات العالمية، والحاجة المتزايدة لتعزيز الكفاءات في سوق العمل الكندي، ما يمنح دياب مسؤولية كبيرة تتطلب توازنًا دقيقًا بين السياسات الإنسانية والاقتصادية.

من أصول لبنانية إلى قبة البرلمان الكندي

تنحدر لينا متلج دياب من عائلة لبنانية، وهي ابنة الجالية التي عُرفت بدورها الريادي في المجتمع الكندي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي. هاجرت إلى كندا في سن مبكرة مع عائلتها، واستقرت في إحدى المقاطعات الناطقة بالإنجليزية، حيث تابعت دراستها في الجامعات الكندية وتخصصت في القانون والسياسات العامة.

لم تكن دياب مجرد مواطنة مهاجرة، بل كرّست سنوات طويلة في خدمة المجتمع، سواء عبر العمل المجتمعي أو من خلال مؤسسات المجتمع المدني، قبل أن تدخل معترك السياسة من بوابة حزب ليبرالي، حيث لاقت دعمًا جماهيريًا واسعًا مكنها من دخول البرلمان الكندي كنائبة فيدرالية عن إحدى الدوائر الانتخابية ذات التنوع العرقي.

رسالة تنوع وتمثيل

تعيين دياب في هذا المنصب الوزاري يحمل أبعادًا رمزية وسياسية في آنٍ معًا. فهو يعكس التزام الحكومة الكندية بتعزيز التمثيل العادل للمكونات الاجتماعية المختلفة، ويبعث برسالة مفادها أن كندا بلد الفرص المتكافئة، حيث لا تقف الأصول أو الخلفيات العرقية حاجزًا أمام الطموحات السياسية.

وعلّقت دياب في أول تصريح لها بعد الإعلان عن التعيين قائلة: “أنا فخورة بحملي هذه المسؤولية في وقت حساس، وسأعمل بكل طاقتي لجعل نظام الهجرة أكثر عدلاً وإنصافًا، بما يخدم مصلحة كندا ويصون كرامة القادمين الجدد.”

تحديات المرحلة المقبلة

وزارة الهجرة في كندا ليست منصبًا تقليديًا، بل أحد المحاور الرئيسية في سياسة الحكومة، نظرًا لحاجة البلاد إلى سد النقص في اليد العاملة، إلى جانب التزاماتها الدولية في ملفات اللاجئين والهجرة الإنسانية. ومن المتوقع أن تتعامل دياب مع مجموعة من التحديات، من بينها تسريع إجراءات الهجرة، معالجة طلبات اللجوء، وتعزيز برامج الإدماج الاجتماعي والثقافي للمهاجرين.

كما تنتظرها ملفات حساسة، مثل أوضاع الجاليات القادمة من مناطق النزاع، وكيفية تحقيق التوازن بين الأمن القومي والمبادئ الإنسانية، إلى جانب دعم برامج التنوع والشمول في المجتمع الكندي.

احتفاء لبناني واسع

لاقى خبر التعيين ترحيبًا واسعًا في أوساط الجالية اللبنانية حول العالم، وخصوصًا في لبنان، حيث اعتبر كثيرون أن هذا الإنجاز يمثل مصدر فخر واعتزاز، ودليلاً على نجاح اللبنانيين في الخارج، بالرغم من التحديات التي واجهتهم في بلاد المهجر.

وسارعت شخصيات إعلامية وسياسية لبنانية إلى تهنئة دياب عبر منصات التواصل الاجتماعي، متمنين لها التوفيق في مهامها، ومشيرين إلى أن نجاحها في هذا المنصب قد يكون مصدر إلهام للعديد من الشابات والشباب العرب الطامحين للانخراط في العمل العام في الدول الغربية
بتعيين لينا متلج دياب وزيرة للهجرة في كندا تصبح القصة اكبر من مجرد قرار إداري، بل حدث سياسي واجتماعي يعكس دينامية المجتمع الكندي، وقدرته على احتضان الكفاءات من مختلف الخلفيات. وهو أيضًا شهادة حيّة على أن الهجرة لا تقتصر على السعي لحياة أفضل، بل يمكن أن تكون بداية لمسيرة قيادية تسهم في رسم ملامح السياسات العامة لدولة بحجم كندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى