وداعًا يمنى شري… بصمة إعلامية لن يمحوها الغياب

كتب: هاني سليم

رحلت عن عالمنا في الساعات الأولى من فجر اليوم الإعلامية اللبنانية يمنى شري، تاركةً خلفها فراغًا كبيرًا في الوسط الإعلامي والفني، وصدمةً واسعة بين محبيها ومتابعيها في لبنان والوطن العربي. الخبر الذي تناقلته المواقع اللبنانية شكل صدمة موجعة لجمهور عرفها مذيعة موهوبة وصاحبة حضور خاص على الشاشة والإذاعة، حيث لم تُعلن حتى اللحظة التفاصيل المتعلقة بموعد تشييع الجثمان أو مراسم العزاء.
مسيرة إعلامية لامعة
يمنى شري لم تكن مجرد إعلامية عابرة، بل نجحت منذ بداياتها في فرض أسلوبها المختلف وصوتها المميز في عالم الإعلام. فقدمت البرامج الإذاعية والتلفزيونية بأسلوب رصين، يجمع بين الاحترافية والصدق، ما جعلها من أبرز الوجوه النسائية على الساحة الإعلامية اللبنانية. جمهورها ارتبط بها لسنوات طويلة، إذ استطاعت أن تكون قريبة من الناس، محاورة بارعة وصاحبة شخصية متفردة، حتى أصبحت علامة بارزة بين إعلاميات جيلها.
من الإعلام إلى الدراما
لم يقتصر حضور يمنى شري على الميكروفون أو شاشة التلفزيون، بل خاضت أيضًا تجربة التمثيل، حيث ظهرت إلى جانب الفنان جوزيف حويك في أحد أعماله، وأثبتت موهبة لافتة جذبت أنظار المخرجين والمنتجين إليها. نجاحها في هذا المجال فتح لها الباب للمشاركة في أعمال درامية بارزة، كان من بينها “حياة سكول”، “الباشا”، و”خانم”، لتؤكد أنها صاحبة طاقات متعددة وقدرة على التألق في مجالات مختلفة.
محبة واسعة ورحيل مؤلم
رحيلها المفاجئ ترك أثرًا عميقًا في الوسطين الإعلامي والفني. فقد سارعت نقابة الفنانين في لبنان إلى نعيها بكلمات مؤثرة، مشيدةً بما قدمته خلال مسيرتها المهنية، فيما تحولت صفحات النجوم والإعلاميين اللبنانيين على منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاءات عزاء، حيث تبارت الرسائل في الدعاء لها بالرحمة واستذكار مواقفها الإنسانية والعملية.
الجمهور الذي أحب يمنى شري تفاعل بكثافة عبر مواقع التواصل، حيث تصدرت صورها ومقاطع من أعمالها الإذاعية والتلفزيونية والدرامية، ليؤكد محبوها أن صوتها سيبقى حاضرًا رغم الغياب، وأن ذكراها ستظل جزءًا من الذاكرة الإعلامية العربية.
إرث إنساني وإعلامي
لم تكن يمنى شري إعلامية عادية، بل شكّلت حالة خاصة في تعاملها مع المهنة، إذ تميزت بالالتزام المهني والروح المرحة، وبالعلاقة الإنسانية التي ربطتها بزملائها والجمهور على حد سواء. برحيلها، يخسر الإعلام اللبناني صوتًا نسائيًا بارزًا ترك بصمة يصعب تكرارها، لكنها تبقى حاضرة بإرثها المهني والإنساني، شاهدةً على جيل من الإعلاميين الذين حملوا شرف الكلمة وأمانة الرسالة.
رحم الله يمنى شري، وأسكنها فسيح جناته، وألهم عائلتها ومحبيها الصبر والسلوان.