نواف سلام: التزام حكومي بإعادة إعمار المنازل المدمّرة في الجنوب

كتبت: ماريان مكاريوس
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام التزام حكومته بإعادة إعمار المنازل والقرى المدمّرة في جنوب لبنان، مشدداً على أن هذا الجهد يُعد أولوية وطنية وليس مجرد وعد، بل التزام شخصي منه ومن الحكومة ككل.
جاء ذلك خلال لقائه وفدًا من أهالي القرى الحدودية الجنوبية، أثناء تنفيذهم وقفة احتجاجية أمام “سكنة بنو بركات” في مدينة صور، يوم الجمعة الماضي. وقال سلام: “أنا وزملائي في الحكومة نشارككم آلامكم، ونعمل جاهدين لوضع ملف إعادة الإعمار في مقدمة أولوياتنا، من أجل تأمين العودة الكريمة إلى منازلكم وبلداتكم التي تضررت”.
وقد رافق رئيس الحكومة خلال زيارته كل من وزير الطاقة جوزيف الصدى، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رساميني، ووزيرة البيئة تمارا الزين.
وفي كلمته، عبّر سلام عن تقديره للدور الذي تلعبه قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، معتبرًا أنها شريك أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان منذ عام 1978، ومثمّناً التضحيات التي قدّمها عناصرها في سبيل دعم السلام. كما أشاد بالتعاون القائم بين “اليونيفيل” والجيش اللبناني، خصوصاً في تنفيذ القرار الدولي 1701، بما يعكس التفاهم الوثيق بين القوات الدولية والسلطات الرسمية اللبنانية.
تأتي تصريحات رئيس الحكومة في توقيت شديد الحساسية، حيث يتزامن مع تصاعد التوترات في المناطق الجنوبية، وتزايد الأعباء المعيشية على المواطنين، خصوصًا أولئك الذين فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم نتيجة الاعتداءات الأخيرة. ويبدو أن الحكومة تسعى من خلال هذا الإعلان إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن الجنوب ليس منطقة منسية، وأن الدولة لا تزال حاضرة وفاعلة رغم الأزمات المتراكمة.
ويعتبر محللون أن هذا التصريح يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز الجانب الإنساني، إذ يُنظر إليه كتحرك لتعزيز الثقة الشعبية بالحكومة وتحصين موقعها في ظل مناخ سياسي هش وتحديات اقتصادية معقدة. ويرى البعض أن هذه المبادرة تأتي أيضًا استباقًا لأي انتقادات محلية أو ضغوط دولية تتعلق بتقصير الدولة في حماية مواطنيها أو إعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة.
في هذا السياق، رحّب النائب عن دائرة الجنوب محمد الخليل بالموقف الحكومي، وصرّح قائلاً: “ما صدر عن الرئيس نواف سلام يؤكد الجدية في معالجة ملف الإعمار، ونحن ندعو لتسريع الإجراءات التنفيذية وترجمة هذه الالتزامات إلى خطوات عملية يشعر بها الناس”.
في المقابل، أبدى البعض تحفظًا على الطابع الخطابي للموقف، حيث علّق الناشط المدني فادي سرحال قائلاً: “سمعنا الكثير من التصريحات منذ سنوات، لكن الواقع لم يتغيّر. ما نحتاجه اليوم هو خطة واضحة، وجداول زمنية، وشفافية في تنفيذ مشاريع الإعمار”.
وبين التفاؤل الشعبي بالتعهدات الحكومية، والقلق المشروع من تكرار الوعود غير المنجزة، يبقى الجنوب اللبناني في انتظار ترجمة الالتزامات إلى واقع ملموس يعيد الحياة إلى القرى المتضررة، ويعيد الثقة بدور الدولة كمظلة حامية لكل اللبنانيين.