منوعات

ميقاتي يعزّي بوفاة البابا: “كلمته لامست قلبي… والإيمان ركن حياته”

كتبت ماريان مكاريوس

في مشهد مهيب من الحزن، ووسط أجواء من التأثر الشديد، تقدم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالتعازي الحارة إلى السفير البابوي في لبنان، المونسنيور باولو بورجيا، بوفاة قداسة البابا، معبّرًا عن بالغ حزنه وأساه لهذا الحدث الجلل الذي مسّ قلوب المؤمنين في لبنان والعالم.

وقال ميقاتي في رسالة تعزية رسمية وجهها إلى السفير البابوي: “ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة قداسة البابا. وفي هذا الوقت العصيب، أود أن أقدم لكم شخصيًا، وللكرسي الرسولي، تعازيّ الحارة باسم الحكومة اللبنانية، وباسمي الشخصي”.

ولم يخفِ ميقاتي تأثره العميق بشخص البابا ومسيرته، حيث شدد في رسالته على أن حياة وبابوية الأب الأقدس تميزت بـ”الإيمان العميق، والحكمة المتواضعة، والمحبة الدائمة للكنيسة والعالم”. وأضاف: “كلمته وشهادته لامستا قلوب العديد من الناس، بمن فيهم قلبي. لقد كان صوتًا للسلام، ودعامة للقيم الإنسانية السامية، ومثالًا في التواضع والخدمة”.

محبة البابا للبنان

وتابع الرئيس ميقاتي كلمته بالإشارة إلى العلاقة الخاصة التي ربطت البابا بلبنان، مشيرًا إلى أنه “في اللقاءات المتكررة التي عقدتها معه، لمست مدى تعلقه العميق بلبنان وحرصه الدائم على وحدة أبنائه، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية أو السياسية. كان لبنان حاضرًا في وجدانه، وكان يؤمن برسالته كأرض حوار وتلاقي ورسالة”.

كما أثنى ميقاتي على المواقف الثابتة للبابا تجاه القضايا اللبنانية، خصوصًا في الأوقات الصعبة التي مرّ بها البلد، إذ لم يتوانَ عن إطلاق دعوات متكررة إلى السلام، والحوار، ودعم الاستقرار في لبنان. “لقد نظر إلى لبنان كرسالة، تمامًا كما قال سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، وعمل دومًا على أن يبقى هذا البلد ملتقى الحضارات والأديان”، أضاف ميقاتي.

البابا… شخصية استثنائية

وفي سياق كلمته، لم تغب الصفات الإنسانية والعقائدية للبابا عن بال رئيس الحكومة، حيث وصفه بأنه “شخصية استثنائية في زمن استثنائي”، مؤكّدًا أن مسيرته الكنسية كانت مليئة بالعطاء والتفاني في سبيل نشر المحبة والتسامح، سواء داخل الكنيسة أو في علاقته مع الأديان الأخرى.

وقال: “لم يكن فقط مرشدًا روحانيًا لملايين الكاثوليك حول العالم، بل كان قائدًا عالميًا يحظى باحترام القادة السياسيين والدينيين على السواء. لقد حمل رسالة الانفتاح، وسعى إلى بناء جسور بين الشعوب، وظل صوتًا يدعو للعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”.

تضامن لبناني واسع

لم تكن رسالة ميقاتي الوحيدة في هذا السياق، إذ سادت أجواء من الحزن والتضامن في الأوساط الرسمية والدينية اللبنانية، حيث عبّر عدد كبير من الشخصيات الروحية عن تأثرهم العميق برحيل البابا، وأشادوا بمحبته الخاصة للبنان وشعبه.

وقد دعا عدد من رجال الدين المسيحيين في لبنان إلى إقامة قداسات وتلاوة صلوات لراحة نفس البابا، فيما أقيمت مراسم رمزية في عدد من الكنائس تعبيرًا عن الوفاء له. كما أُعلن الحداد في بعض المناطق، ورفعت الأعلام السوداء حدادًا على رحيله.

خاتمة

برحيل البابا، يخسر العالم رمزًا دينيًا وإنسانيًا قلّ نظيره، وتخسر الكنيسة قائدًا روحيًا طبع زمنه بالتواضع والحكمة. أما لبنان، فيفقد صديقًا حقيقيًا لطالما حمل همّه في قلبه، ودافع عنه في المحافل الدولية، ودعا له بالسلام في أحلك ظروفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى