لو لم يكن لبنان وطني، لاخترت لبنان وطنًا لي «جبران خليل جبران»

لماذا قال جبران خليل جبران “لو لم يكن لبنان وطني، لاخترت لبنان وطنًا لي” – لبنان ستظل وطن السحر والجمال
من أبرز الدول العربية التي تجمع بين الطبيعة الخلابة، والحضارة العريقة، والتنوع الثقافي الفريد، هى لبنان البلد الصغيرة بمساحته، ولكن الكبير بتاريخه، وثقافته.
بقلم الكاتبة/ زينب محمد شرف

وفي لبنان تجد سحر الطبيعة، والجمال الفطري الذي يخطف الأنفاس، حيث تتجلى عظمة الخالق في كل تفصيله من تفاصيلها، يوجد بها تمازج الألوان في غروب الشمس، وهدوء النسيم بين أغصان الأشجار، وصوت المياه المتدفقة في الجداول، وعبق الأرض بعد المطر، وفي طبيعتها تجد صفاءً يسكن الروح، وسكينة تعيد التوازن للذات، وكأن كل مشهد فيها يهمس للإنسان توقف قليلاً، وتنفس وتذكر أنك حي وجالس بين أحضان الجمال الذي تتميز به عبر الزمان.
لبنان من الناحية الجغرافية تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ويحده من الشمال والشرق سوريا، ومن الجنوب فلسطين، ولإنها تطل مدنه الغربية على البحر يليق بها أن تسمى بلد السحر، والجمال، وعلى الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهه، تبقى لبنان منارة للعلم، والثقافة، والفنون في العالم العربي، وستظل لبنان كما قال نزار قباني “في لبنان كل شيء ممكن، حتى القيامة من بين الركام”.
لبنان الذي تسكن القلب، ولا يغيب جماله مهما تعاقبت الفصول
إيها الشعب الذى يري في أرضه الجمال في كل شيء، حتى في غبارها، ومطرها، وريحها، بلدكم تسكن القلب لانها تتمتع بتضاريس متنوعة تجمع بين البحر، والجبال، والسهول، ويمكن لكل زائر أن يستمتع بالسباحة على الشاطئ في بيروت، ثم يتوجه إلى الجبال ليمارس التزلج في فاريا أو الأرز.
وتعد منطقة الشوف، وقرى جبل لبنان، والبقاع من أجمل المناطق الطبيعية التي تميز لبنان بجمالها، كما يتميز المناخ اللبناني بالإعتدال، حيث يكون حارًا جافًا صيفًا، وباردًا ماطرًا شتاءً، مما يجعل من لبنان مقصدًا سياحيًا طوال العام، لذلك جمالها لا يتبدل، ففي كل فصل له حكاية، وفي كل زاوية لها نبض.
لبنان الصورة التي لا تغيب عن الذاكرة، والمكان الذي يزداد جمالاً كلما عدت إليها، احبك يا لبنان، بشمالك بجنوبك، بسهلك احبك
تعتبر لبنان من أقدم المناطق المأهولة في التاريخ، حيث سكنت فيه حضارات عديدة أبرزها الكنعانيون (الفينيقيون)، الذين اشتهروا بالتجارة وبناء السفن، وكان لهم دور بارز في نقل الأبجدية إلى العالم، مرت لبنان بفترات عديدة من الاستعمار، كان آخرها الاحتلال الفرنسي الذي انتهى باستقلال لبنان عام 1943 بأرض محررة، وكرامة محفوظة، لتظل هي التاريخ، والثقافة، واستطاع نور النصر على جباه الشجعان، وسلام يستحقه الأحرار.
الهوية الثقافية أساس تقدم الأمم – والتراث الثقافي هو المستقبل
من الجانب الثقافي تعتبر لبنان هى مركز إشعاع عربي، ففيها تأسست أهم الصحف، والمجلات، وخرج منها مفكرون منهم جبران خليل جبران الذى قال عنها “لكم لبنانكم ولي لبناني”، وايضًا كثير من الأدباء منهم
(مي زيادة، والأخطل الصغير)، كما تتميز لبنان بفنونه الموسيقية، التى تعطي روحاً للكون، وأجنحة للعقل، وانطلاقة للخيال، وحياة لكل شيء خاصة مع ظهور أسماء لامعة كفيروز، ووديع الصافي، والأخوين رحباني اللذين ادله بأصواتهم عما لا يمكن قوله، ولا يمكن بالكلمات فقط وصفه، ولا حتى يمكن كتمانه، لذلك ستبقى من أجمل الأوطان، مهما تغيرت الأيام وتبدلت الألوان.
التعدد الطائفي والديني، وتعزيز التسامح والتعايش، والاستقرار السياسي الناتج عنه إدارة التنوع بعدالة
من أبرز سمات لبنان التعدد الطائفي، والديني، حيث يعيش فيه المسلمون، والمسيحيون جنبًا إلى جنب، وهذا التعدد خلق بيئة تحتضن الاختلاف، مما يعزز قيم الاحترام المتبادل، والتفاهم بين الأديان، وكما تضم حكومته مختلف الطوائف، وحماية الحريات الدينية، مما يعزز حقوق الإنسان، وضمان تحقيق التوازن السياسي بشكل كبير، وتمتع كل جيل بفرصة للمساهمة في تشكيل وصيانة ثقافة وطنه.
ومن هذا المنطلق اود أن أقوال أن لبنان هي الاستقرار، والسلام النفسي لشعبها، حيث يسود فيها الأمان مهما مرت من ظروف، وتعبر عن الهدوء، وهذا ناتجًا طبيعي سواء من جمال شعبها، أو موقعها الجغرافي، مما يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين فيها، حفظ الله لبنان ورزقها السكينة لشعبها، وكل من يعيش فيها ويريد لها السلام، واطلب من الله أن تظل لبنان قطعة من السماء سقطت على الأرض.