سياسة

لودريان يدعو المسؤولين اللبنانيين إلى استغلال “الظرف المناسب” لإجراء الإصلاحات

تأتي هذه التصريحات تزامنًا مع وصول لودريان إلى بيروت في زيارة تهدف إلى دفع القوى السياسية نحو إيجاد حل “توافقي وفعال” لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر. وكانت فرنسا قد كثّفت جهودها الدبلوماسية، خاصة بعد فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس خلال 12 جلسة متتالية، وسط انقسام حاد بين القوى السياسية.

شدد لودريان على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، لا يزال يضع ثقته في قدرة الحكومة اللبنانية على تحقيق الإصلاحات الضرورية، لا سيما في مجالات الاقتصاد، الكهرباء، والقضاء. وأضاف أن تنفيذ هذه الإصلاحات يُعدّ شرطًا أساسيًا لاستعادة ثقة المجتمع الدولي وفتح الباب أمام أي مساعدات مالية محتملة.

وكانت باريس قد أكدت مرارًا أن الحل في لبنان يتطلب أكثر من مجرد توافق على اسم رئيس جديد، بل يحتاج إلى التزام حقيقي بتنفيذ إصلاحات هيكلية توقف الانهيار الاقتصادي المتسارع. ووفق مصادر دبلوماسية، يسعى لودريان خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إلى تحفيزهم على اتخاذ خطوات عملية لكسر الجمود السياسي الحالي.

وتأتي زيارة لودريان وسط حالة من الترقب حول مدى قدرة القوى السياسية اللبنانية على تجاوز خلافاتها الداخلية والتوصل إلى حل للأزمة الرئاسية، التي تعرقل عمل المؤسسات وتفاقم الأزمة الاقتصادية. وقد التقى لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جرى بحث سبل التوصل إلى توافق سياسي يمهّد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد وإنهاء الفراغ السياسي المستمر.

ورغم الجهود الفرنسية، لا يزال المشهد السياسي في لبنان معقدًا، إذ يصرّ كل فريق سياسي على ترشيح شخصيات محسوبة عليه، ما يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية سريعة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستدفع الرسالة الفرنسية المسؤولين اللبنانيين إلى تحمّل مسؤولياتهم وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، أم أن التجاذبات السياسية ستستمر في عرقلة أي تقدم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى