في حضرة الحكمة والوحدة: تحية للشيخ عبد اللطيف بكار زكريا

في زمن كثرت فيه التباينات وتكاثرت فيه المصالح الفردية على حساب المصلحة العامة، يبرز من بيننا رجال نذروا أنفسهم لحفظ ما هو أسمى وأبقى: العائلة، وما تمثله من روابط مقدسة وقيم راسخة. ولعل الشيخ عبد اللطيف بكار زكريا هو واحد من هؤلاء القلائل الذين حملوا همّ العائلة على أكتافهم، وسعوا جاهدين في سبيل وحدتها وتعزيز صلاتها، بعيدًا عن التجاذبات الظرفية والمصالح الفئوية الضيقة.
لقد قدّم الشيخ عبد اللطيف نموذجًا راقيًا في القيادة الهادئة، والحكمة الراسخة، والعقل الراجح. جمع أفراد العائلة تحت سقف المحبة والتشاور، لا ليخوض بهم معارك، بل ليؤسس لنهج مستدام من التلاقي والتكامل، تُبنى عليه خياراتنا، وتُصان به كرامتنا، وتُحفظ به لحمتنا.
وما يزيد من أثر حضوره، تلك الروحانية المتزنة التي تشع من سلوكه ومجالسه. إذ نهل من مدرسة التصوف ما يصفّي القلوب ويهذّب النفوس، فكان حضوره جامعًا، وكلامه بلسَمًا، وحرصه على وحدة الصف امتدادًا لنهج الصالحين الذين رأوا في المحبة والصدق والصفح سُبلًا للبقاء والثبات.
إنّ الانتخابات، مهما بلغ شأنها، تبقى محطة عابرة في عمر الزمن، أما العائلة، فهي الرافعة والملاذ، وهي الأساس الذي عليه نبني مجدنا، ومنها نستمد قوّتنا. ولهذا، فإننا ندعو كل من فرّقته الأيام، أو شغله الخلاف، أن يعود إلى حضن العائلة، وأن يستمع لصوت الحكمة القادم من الزاوية، حيث الكلمة الطيبة والعمل الخالص لله وللناس.
من هنا، نُثمّن عاليًا الدور الجامع الذي يقوم به الشيخ عبد اللطيف، ونؤكد أن وحدتنا العائلية هي حجر الأساس لأي بناء عام أو خاص. فلتكن هذه المرحلة الانتخابية فرصةً لا للفرقة بل للوئام، لا للتناحر بل للتكاتف، لأنّ ما يجمعنا أكبر من أي خلاف، وما ينتظرنا أجمل إذا ما توحدنا.
والسلام على من جعل من الحب سبيلًا، ومن الوحدة نهجًا، ومن الكلمة الصادقة مرآةً للنور.
