سياسة

عون في ذكرى الحرب الأهلية وأحد الشعانين: لا حماية للبنان خارج إطار الدولة

في خطاب وُصف بأنه من أكثر مواقفه وضوحًا، وجّه الرئيس اللبناني جوزيف عون رسائل مباشرة بمناسبة مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، والتي تزامنت هذا العام مع احتفالات أحد الشعانين، داعيًا إلى العودة لمبدأ الدولة الجامعة الراعية، ورفض السلاح الخارج عن سلطتها.

كتبت: ماريان مكاريوس

وقال عون في خطابه: “الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم”، مؤكدًا أنه آن الأوان لإجماع اللبنانيين على أن لا حماية للبنان إلا عبر مؤسساته الشرعية.

ضبط السلاح خارج الدولة

الرئيس اللبناني شدّد على أن وجود أي سلاح خارج إطار القرار الرسمي يعرض البلاد للخطر، معتبرًا أن هذا الملف لم يعد يحتمل المساومة، وداعيًا إلى التزام واضح من جميع القوى اللبنانية بهذا المبدأ، لحماية ما تبقى من استقرار داخلي وتفادي الانزلاق إلى الفوضى.

التسوية الداخلية أولاً

في رسائل حملت بُعدًا داخليًا، أشار عون إلى أن “العنف والحقد لا يحلان أي معضلة في لبنان”، معتبرًا أن الحوار وحده هو الطريق لمعالجة المشاكل السياسية والدستورية، وأضاف: “كلّما استقوى أحد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر، وخسر شريكه أيضًا، وخسر الوطن”.

تطورات الجنوب وتحديات الأمن

وتطرق عون إلى حادثة إطلاق صواريخ مجهولة من جنوب لبنان قبل أيام، والتي وصفها بأنها “مؤامرة خبيثة على لبنان”، موضحًا أن هذه الأفعال تُضعف موقف الدولة أمام المجتمع الدولي، وتعرّض دعم الأصدقاء للخطر. كما ثمّن موقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بتقديم إخبار قضائي ضدّ الفاعلين، معتبرًا إياه دلالة على وعي وطني جامع.

قراءة في التوقيت والمضمون

خطاب عون جاء في لحظة سياسية حرجة داخليًا وإقليميًا، حيث يواجه لبنان أزمات متشابكة اقتصاديًا وأمنيًا، فيما تتعاظم المخاوف من انفجار جديد على الحدود الجنوبية. التزامه بخطاب سيادي واضح يعكس سعيًا لإعادة التوازن داخل المعادلة اللبنانية، في وقت لم تعد فيه التسويات العابرة قادرة على احتواء الانفجارات المحتملة. كما أن تزامن الخطاب مع أحد الشعانين يمنحه بعدًا رمزيًا، يعزز دعوة الدولة إلى المصالحة الشاملة تحت مظلتها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى