سياسة

تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية – السورية… تفاصيل الاشتباكات الأخيرة

تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية - السورية... تفاصيل الاشتباكات الأخيرة

شهدت الحدود اللبنانية – السورية تصعيدًا أمنيًا عقب اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، وسط تقارير عن عمليات أسر متبادلة بين القوات العسكرية السورية وسكان قرية حاويك الواقعة في ريف منطقة القصير بمحافظة حمص الغربية، والتي كانت تُعرف سابقًا بأنها إحدى مناطق نفوذ حزب الله اللبناني.

تمثل منطقة القصير نقطة استراتيجية بين سوريا ولبنان، حيث تعد معبرًا هامًا للتهريب والتجارة غير المشروعة، وهو ما جعلها في السابق إحدى البؤر الرئيسية لنشاط حزب الله اللبناني. ومع تطور الأوضاع في سوريا، تغيرت خريطة السيطرة العسكرية، وبدأت الحكومة السورية بإعادة فرض سيادتها على المناطق الحدودية، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات الأخيرة.

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن التوترات بدأت عندما قامت وحدة “الفرقة-103” التابعة لإدارة العمليات العسكرية السورية بإنشاء نقاط حدودية في المنطقة، ضمن جهود إعادة ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب. وخلال عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة، أصيب وقتل شخص في ساحة قرية حاويك، وهي قرية سورية بالكامل تتبع إداريًا لمدينة القصير وبلدية العقربية، وتبعد حوالي 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية. وبذلك، فإن التدخل العسكري السوري كان ضمن أراضٍ سورية، وليس لبنانية كما أشاعت بعض التقارير.

وأوضحت المصادر أن القوات السورية طلبت إخلاء مرصد كان يستخدمه سابقًا حزب الله، وكان بداخله عدد من مهربي السلاح والمخدرات. إلا أن المهربين رفضوا المغادرة وفتحوا النيران على عناصر القوة، مما دفع الأخيرة إلى الرد بقصف المرصد ومحيطه.

على إثر ذلك، تمكن المهربون وبعض سكان حاويك من أسر عنصرين من القوات السورية والاستيلاء على مركبة مزودة برشاش ثقيل، فيما رد الجيش السوري باقتحام القرية واعتقال مختارها، بالإضافة إلى طبيب وأحد السكان، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر وتبادل إطلاق النار بين الطرفين.

أكدت المصادر أن جهود الوساطة تجري على قدم وساق لحل النزاع، حيث يعمل وجهاء وشخصيات بارزة من الطرفين على تهدئة الأوضاع وضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع تصعيدها.

كما أن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الحادثة إلى تصعيد أكبر في المنطقة، خاصةً في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة بين الجانبين، والتداخل الجغرافي والسياسي بين الحدود السورية واللبنانية. بعض التحليلات ترى أن ما جرى قد يكون بداية لمزيد من التدخل العسكري السوري في المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ حزب الله سابقًا، ما قد يؤثر على التوازنات الإقليمية.

بحسب المعلومات المتوفرة، هناك اتصالات مكثفة تجري بين قيادات محلية لبنانية وسورية لاحتواء الموقف، مع محاولة التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الاشتباكات وإطلاق سراح المعتقلين. من جهتها، أكدت مصادر مقربة من الحكومة السورية أن العمليات العسكرية في المنطقة تهدف فقط إلى ضبط الأمن ومكافحة التهريب، ولا تستهدف المدنيين أو أي جهات لبنانية.

في ظل الأوضاع المعقدة على الحدود السورية – اللبنانية، تبقى المنطقة عرضة للتوترات الأمنية المستمرة، ما لم يتم التوصل إلى حلول جذرية تنهي عمليات التهريب والنزاعات المسلحة التي تندلع بين الحين والآخر. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية، يبقى الوضع مفتوحًا على احتمالات متعددة قد تؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين وعلى استقرار المنطقة بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى