تحويل منزل السيدة فيروز القديم إلى متحف

بقلم: ماريان مكاريوس
أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية في فبراير 2025 عن بدء مشروع تحويل منزل عائلة السيدة فيروز القديم في منطقة زقاق البلاط ببيروت إلى متحف، في خطوة تأخرت طويلًا. يشمل المشروع عدة مراحل، منها شراء الأراضي المحيطة بالمنزل لضمّها إليه، ثم ترميمه ليصبح متحفًا يوثّق المسيرة الفنية لجارة القمر وسفيرتنا إلى النجوم، ويحتفي بتراثها الموسيقي الغني.
يأتي هذا القرار بعد أكثر من 20 عامًا من مناشدات الجمعيات الأهلية والشخصيات العامة بضرورة الحفاظ على هذا المنزل وتحويله إلى متحف. نشأت السيدة فيروز في هذا البيت مع والديها وشقيقها جوزيف وشقيقتها الفنانة هدى حداد. وقد ظل هذا المنزل شاهدًا على صمود لبنان، فرغم الحرب الأهلية (1975-1990) والانفجارات العديدة، وأشدّها انفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي وُصف بأنه أقوى انفجار غير نووي في التاريخ، بقي هذا المنزل صامدًا كصاحبته.
وُلدت فيروز عام 1935 في بلدة دبية بقضاء الشوف، وترعرعت في منزل زقاق البلاط البيروتي، حيث عاشت طفولتها تحت اسمها الحقيقي “نهاد”. كان هذا المنزل في الأصل مخفرًا للشرطة إبان الحكم العثماني للبنان. يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، ويتميز بطراز معماري يجمع بين الهندسة اللبنانية والعثمانية. تبلغ مساحته 100 متر، وله حديقة شهدت بدايات موهبة الطفلة نهاد، حيث اعتادت أن تدندن فيها أغانيها الأولى، قبل أن يكتشفها الملحن اللبناني أحمد فليفل خلال إحدى حفلاتها المدرسية.

امتدت المسيرة الغنائية لفيروز لأكثر من سبعة عقود، وسجلت ما يقرب من 1500 أغنية، وشاركت في 20 مسرحية غنائية، وثلاثة أفلام سينمائية. كما باعت أكثر من 150 مليون تسجيل في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها الفنانة الأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط، وإحدى أكثر الفنانات شهرة عالميًا.