برّي “يلطّفها”… والحزب يُصعّد: “ما بقى تعذّبوا حالكن”
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تكبّد المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان عناء المجيء الى لبنان، من أجل لا شيء. هذه المرة، لم تحاول القوى المعطّلة للاستحقاق منذ عام ونيف، تجميلَ او تغطية موقفها “السلبي”، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وأبلغت بالمباشر ومن دون قفازات، الضيف الفرنسي، بأنها باقية على خياراتها: لا انتخابات إلا بعد حوار “تقليدي” يرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري شخصيا، ولا مرشح حتى الساعة الا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ولا داعي للتذكير بأن هذين الموقفين هما ما يحول حتى الساعة دون تحقيق أي خرق في جدار الانتخابات، وهما ايضا ما يعطّل كل المبادرات الخارجية منها والتي يتولاها الخماسي الدولي والمبعوث لودريان، او المحلية، والتي حملها في الاشهر الماضية، تكتل الاعتدال الوطني، وجال بها على القوى السياسية كلها.
وفي تقاسم جديد للادوار، بري هذه المرة لطّف موقفه في الشكل فقط وتحدث عن “تشاور”، لكن حزب الله تولّى مهمّة نسف مسعى لودريان، فأبلغه هو بصريح العبارة انه – ومعه كل 8 آذار طبعا – لن يذهبا الى الانتخابات الا وفق خريطة الطريق التي يقترحها بري.
في السياق، أفيد أن الحزب أكد ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي وان هذا الامر لن يتم الا من خلال حوار جدي بين كل الاطرف وبرئاسة بري. اما في عين التينة، فكرر الرئيس بري تمسكه بمبادرته لإنتخاب رئيس للجمهورية مجدداً الدعوة و”من دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو إنتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الإنتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للإنتخاب بدورات متتالية رئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية”، وفق ما افاد المكتب الاعلامي في الرئاسة الثانية.
ايضا، افيد ان فرنجية ابلغ لودريان انه ماضٍ في ترشيحه وان ذلك حق طبيعي ومشروع له.
أمام هذه المعطيات، تتابع المصادر، وبما ان كل المبادرات التسووية تقوم على محادثات او مشاورات تحصل بين النواب والكتل بعيدا من الحوار التقليدي والطاولة المستديرة التي يديرها بري، وبما انها تقوم ايضا على الذهاب نحو خيار ثالث، يتفق عليه الطرفان المتنازعان في البلاد، اي المعارضين من جهة وحزب الله وحلفائه من جهة ثانية، يمكن القول ان المشهد الرئاسي لن يتبدّل والشغور سيستمر.
لكن الجديد اليوم، هو ان 8 آذار وعلى لسان حزب الله بالمباشر، قرر قطع الطريق نهائيا امام كل المبادرات الخارجية وإفهام الخارج والساعين الى ايجاد حل، “الا يعذّبوا نفسهم بعد اليوم”، لان وقت الانتخاب لم يحن بعد، والمرحلة وتطورات الاقليم، تتطلبان تشددا اضافيا ورفعا للسقوف: فإما يأتي مرشح الحزب من خلال رضوخ الفريق الآخر سياسيا، وإلا فإن التسوية التي يعمل عليها الحزب في الكواليس مع الاميركيين، للوضع الحدودي الجنوبي، ستضمن له وصول مرشّحه الى بعبدا.