منوعات

المسحّر التراثي في بحنين… نفحة رمضانية تعبق بالأصالة

مع حلول شهر رمضان المبارك، تعود إلى شوارع بلدة بحنين واحدة من أجمل العادات التراثية التي توارثتها الأجيال، وهي تقليد “المسحّر”، الذي يُضفي على ليالي رمضان أجواءً روحانية تعبق بالذكريات والتقاليد العريقة.

سامر عبدالواحد سودا، المسحّر التراثي في بحنين، يواصل أداء مهمته السنوية في إيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور، متنقلاً بين الأزقة والشوارع، موقظًا النائمين بصوته العذب، مرددًا العبارات التي أصبحت جزءًا من هوية الشهر الفضيل، وأشهرها: “يا نايم قوم على سحورك”، إضافةً إلى الأناشيد الدينية والأهازيج التراثية التي تلامس القلوب وتُذكّر الجميع بجمال وروحانية رمضان.

يعتبر المسحّر شخصية رمضانية مميزة في المجتمعات الإسلامية، حيث تعود هذه العادة إلى قرون مضت، عندما لم تكن هناك وسائل حديثة لتنبيه الصائمين إلى موعد السحور. وكان المسحّر يتجول في الأحياء حاملًا طبلته أو عصاه، مستعينًا بصوته الجهوري لإيقاظ الناس، وهي عادة استمرت حتى يومنا هذا رغم التقدّم التكنولوجي.

في بحنين، لا يزال المسحّر يحتفظ بمكانته، حيث ينتظره الأهالي بشوق، وخاصة الأطفال الذين يجدون في طقوسه فرحة خاصة تُضفي على ليالي رمضان طابعًا مميزًا.

لا يقتصر دور المسحّر على مجرد إيقاظ الناس لتناول السحور، بل إنه يُشكّل جزءًا من التراث الشعبي والثقافة الرمضانية. فصوته الذي يتردد في الشوارع يُعيد إلى الأذهان ذكريات الطفولة، ويربط بين الأجيال من خلال عادة تجمع بين الماضي والحاضر.

ورغم التغيّرات التي شهدها الزمن، إلا أن المسحّر لا يزال رمزًا من رموز رمضان، يُذكّر الجميع بأن الشهر الكريم ليس مجرد صيام وإفطار، بل هو أيضًا فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وإحياء التقاليد الجميلة التي تميّز هذا الشهر الفضيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى