أكد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، أن هدفه هو بناء دولة تعيد للبنان مكانته كـ”منارة الشرق”، مشددًا على أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعاون كافة الجهات السياسية والدينية والمصرفية والمجتمع اللبناني بأسره. وأشار إلى أن المسؤولية مشتركة ولا تقع على فرد واحد، موضحًا أن بناء الثقة يبدأ بقضاء نزيه، أمن مستقر، وإصلاحات اقتصادية ومالية.
كتب: هاني سليم
جاءت تصريحات الرئيس عون خلال استقباله، صباح اليوم في قصر بعبدا، وفدًا من الرهبنة المارونية المريمية برئاسة الأباتي إدمون رزق، الذي هنأه بانتخابه رئيسًا للجمهورية، واستعرض جهود الرهبنة في المجالات التربوية والعلمية.
الأباتي رزق: الرهبنة شريك في نهضة لبنان
في مستهل اللقاء، عبّر الأباتي رزق عن سعادته بانتخاب الرئيس عون بعد سنوات الفراغ السياسي، مؤكدًا أن الرهبنة المارونية المريمية، التي تأسست عام 1695، كانت ولا تزال ركيزة أساسية في دعم لبنان من خلال التعليم والعمل الرعوي والتنموي، سواء في الداخل أو في بلدان الاغتراب. وأكد على دور الرهبنة في نشر العلم والمعرفة، مشيرًا إلى مساهمتها في إنشاء المؤسسات التربوية والجامعات، وعلى أهمية دعمها للحد من هجرة الشباب اللبناني.
كما أشار إلى الجهود التي تبذلها الرهبنة في مناطق مختلفة، ومنها مركز “أبونا يعقوب” في الجنوب، الذي يسعى إلى تقديم خدمات اجتماعية وتنموية للمجتمع اللبناني.
الرئيس عون: لبنان ثروته الفكرية ومستقبله مرهون بالعمل الجاد
رحب الرئيس عون بالوفد وأثنى على الدور التاريخي للرهبنة المريمية في دعم لبنان، مشددًا على أن “الثروة الحقيقية للبنان ليست في موارده الطبيعية، بل في طاقاته الفكرية”. وأكد أن الفرص متاحة أمام لبنان، خاصة في ظل الدعم العربي والدولي، لكنه أشار إلى أن العالم ينتظر من لبنان إثبات قدرته على بناء دولة قوية قائمة على المؤسسات والشفافية بعيدًا عن الفساد والمحاصصة.
وأضاف: “لا يمكن بناء الدولة دون قضاء نزيه وأمن مستقر وإصلاحات اقتصادية ومالية حقيقية. رغم التحديات التي نواجهها، لا يزال لدينا فرصة لتحقيق التغيير، شرط أن نتحلى بالإرادة الصادقة لاستثمار هذا الدعم الدولي لصالح لبنان”.
لقاءات ديبلوماسية وسياسية في بعبدا
على صعيد العلاقات الخارجية، استقبل الرئيس عون سفيرة فنلندا في لبنان، Anne Meskanen، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع العامة في المنطقة. كما التقى سفير أستراليا، Andrew Barnes، وناقش معه تطورات العلاقات اللبنانية-الأسترالية، إلى جانب المستجدات المحلية والإقليمية.
سياسيًا، استقبل الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي، الذي هنأه على انتخابه رئيسًا وقدم له نسخة عن مشروع تعديل قانون السرية المصرفية، والذي سبق أن قدمه إلى مجلس النواب بعد التشاور مع صندوق النقد الدولي. كما تطرق البحث إلى التطورات على الحدود اللبنانية-السورية والأوضاع في الجنوب.
كذلك، التقى الرئيس عون بالوزيرة السابقة منال عبد الصمد، حيث تم التباحث في عدد من الملفات والقضايا الراهنة.
