سياسة

الرئيس جوزاف عون: العمل الوطني يتطلب تضافر الجهود والثقة بلبنان ستعود بخطوات جادة

استقبل رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدًا من المجلس العام الماروني برئاسة المهندس ميشال متى، بحضور عميد المجلس الوزير السابق وديع الخازن وعدد من أعضاء المجلس.

وفي مستهل اللقاء، عبّر المهندس متى عن سروره بزيارة القصر الجمهوري لتهنئة الرئيس بانتخابه، مؤكدًا أن هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان تتطلب قيادة وطنية حازمة، قادرة على إعادة الثقة بالمستقبل، وترسيخ دعائم الدولة ومؤسساتها.

واعتبر متى أن الثقة الواسعة التي نالها الرئيس من المجلس النيابي تعكس الإرادة الشعبية الجامعة، وقد تجلت بوضوح في خطاب القسم الذي رسم خارطة طريق واضحة لمرحلة إعادة بناء الوطن. وأشار إلى أن الرئيس عون، ومنذ تسلّمه مقاليد الحكم، أظهر تصميمًا واضحًا على النهوض بالبلاد، من خلال ترسيخ دور الدولة، وضمان الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.

وأكد متى أن المجلس العام الماروني يقف إلى جانب أي جهد صادق يهدف إلى إنقاذ لبنان، معلنًا استعداد المجلس لتسخير إمكانياته في سبيل الأهداف الوطنية الكبرى. ولفت إلى أن المجلس، الذي سيحتفل قريبًا بمرور 150 عامًا على تأسيسه، يمثل أقدم جمعية علمانية في لبنان، ويعتز بدوره الاجتماعي والوطني والإنساني.

وأشار إلى أن المجلس ساهم عبر السنوات في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية، من خلال مؤسساته، كمستوصف مار يوحنا ومركز إنماء بيروت للرعاية الصحية، الذي يعمل بإشراف وزارة الصحة العامة. وأكد أن العمل الخيري والاجتماعي لا يعرف طائفة أو فئة، بل يسعى لخدمة جميع اللبنانيين على حد سواء.

وختم متى بالتأكيد على دعم المجلس المستمر للرئيس عون، مشيدًا برؤيته الوطنية، ومتمنيًا له النجاح في مهمته، كما قدّم التهاني بعيد الفصح المجيد، مستلهمًا منه قيم القيامة والرجاء والنهوض من الصعاب.

من جهته، رحّب الرئيس عون بالوفد، معربًا عن شكره على التهنئة والدعم، ومؤكدًا أن لبنان قادر على تجاوز أزماته، كما فعل في محطات سابقة من تاريخه، بفضل إيمان شعبه وإرادته الصلبة.

وقال: “إننا نطمح إلى أيام أفضل، وسنتمكن من النهوض إذا ما توحدت الجهود وتجاوزنا الحساسيات. لبنان أثبت على مرّ الأجيال أنه وطن لا يعرف الاستسلام، بل يولد من رحم المعاناة.”

وشدد رئيس الجمهورية على أن الحكومة تعمل على استعادة الثقة بين الدولة والمواطن، وكذلك بين لبنان والمجتمع الدولي، موضحًا أن هناك فرصة متاحة يجب اغتنامها عبر اتخاذ خطوات عملية تترجم الالتزام الجاد بالإصلاح وبناء دولة القانون.

وأكد أن المسار الإصلاحي بدأ، وهو يسير في الاتجاه الصحيح، وإن كان يتطلب بعض الصبر وتجاوز أحقاد الماضي. وأضاف: “محاربة الفساد هي المهمة الأساسية، ولن تتم إلا من خلال قضاء نزيه، وإجراءات جذرية تتسم بالشفافية والمحاسبة.”

في سياق آخر، استقبل الرئيس عون النائبة نجاة عون، حيث تم التطرق إلى مسألة الجفاف الحاد الذي يهدد البلاد هذا العام، وسط نقص في كميات الأمطار، ما يستدعي إعلان “حالة طوارئ مائية” عاجلة لحماية الأمن المائي والبيئي.

كما ناقش الطرفان مشروع “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار” الذي يفترض إنشاؤه في بلدة الدامور، حيث خُصّصت قطعة أرض بمساحة 60 ألف متر مربع لهذا الهدف. وأكدت النائبة نجاة أهمية تسريع تنفيذ المشروع، خاصة في ظل دعم رئاسي واضح، يعكس التزام الدولة برمزية هذا المشروع الذي يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى