سياسة

الرئيس العماد جوزاف عون يستقبل النائب سجيع عطية: تفاؤل بالإصلاحات ورسائل وطنية في مرحلة دقيقة

في مشهد سياسي يعبّر عن تلاقي الإرادات الوطنية في مرحلة شديدة الحساسية، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في القصر الجمهوري، النائب سجيع عطية، حيث جرى عرض آخر المستجدات الداخلية والإقليمية، ولا سيما ما يتصل بوقف إطلاق النار جنوبًا والمساعي الدولية الجارية عبر الوساطة الأميركية.

وخلال اللقاء، أثنى النائب عطية على ما وصفه بـ “حكمة الرئيس عون وأسلوبه الوطني في التعاطي مع القضايا المصيرية”، مؤكدًا أنّ قيادة الرئيس في هذا التوقيت الدقيق تُعدّ صمام أمان للبلاد، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه لبنان. وأشار إلى أنّ مقاربة الرئيس لملف الجنوب وحرصه على تثبيت الاستقرار عبر الالتزام بالاتفاقات الدولية والتعامل الإيجابي مع المبادرات الأميركية، تعكس حرصه على حماية لبنان من الانزلاق نحو المجهول.

وقال عطية عقب اللقاء: “لمست من فخامة الرئيس تفاؤلًا واضحًا بالمرحلة المقبلة، وهو تفاؤل يستند إلى إرادة صلبة في تجاوز الأزمات، ونحن نؤيد وندعم هذا التوجه بكل قوة، لأنه يمثل أملًا حقيقيًا للبنانيين الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل”.

كما نقل عطية عن الرئيس عون عزمه على المضي في ورشة الإصلاحات الاقتصادية والمالية، مشددًا على أنّ هذه الورشة لن تكون مجرد شعارات، بل خطوات عملية تتجسد في مشاريع قوانين وإجراءات صارمة، أبرزها مكافحة الفساد والرشوة المالية، وإعادة بناء ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها. وأكد أنّ الإصلاح لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجودية للبنان إذا أراد الخروج من أزماته المتفاقمة.

اللقاء حمل أيضًا أبعادًا سياسية داخلية، إذ يُقرأ في دعم النائب عطية للرئيس عون تأكيدًا على تلاقي قوى سياسية متعددة حول أولويات الدولة في هذه المرحلة، خصوصًا في ما يتعلق بتثبيت الأمن ومواجهة التحديات المعيشية. وهذا ما يطرح تساؤلات عن إمكان أن يشكل هذا الدعم رافعة لورشة الإصلاح المنتظرة، وعن قدرة الدولة على استثمار المناخ الإيجابي الناشئ لتحقيق خطوات ملموسة يشعر بها المواطن.

في الخلاصة، بدا من خلال اللقاء أنّ الرئيس العماد جوزاف عون يسعى إلى طمأنة الداخل وإيصال رسالة ثقة إلى الخارج في آن واحد، فيما جاء موقف النائب سجيع عطية ليؤكد أنّ ثمة إرادة سياسية لدعم هذه الرؤية، بما يعكس تماسكًا وطنيًا مطلوبًا في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى