وزارة الزراعة تكثّف جهودها لحماية الثروة الحرجية في محمية وادي الحجير

كتب: هاني سليم
في خطوة تعكس التزامها الراسخ بحماية البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية، نفّذت فرق حراس الأحراج التابعة لوزارة الزراعة في محافظة النبطية دوريات مكثفة داخل محمية وادي الحجير. أسفرت هذه الجهود عن الكشف عن تعديات جسيمة على الغابات والأراضي الحرجية، حيث تم ضبط حالات قطع عشوائي للأشجار واعتداءات مباشرة على البيئة الطبيعية للمحمية.
التعديات ومواجهة التحديات
شهدت المحمية انتهاكات خطيرة، أبرزها عمليات قطع غير قانونية للأشجار، ما يهدد التوازن البيئي في المنطقة. وأوضح المسؤولون أن هذه التعديات لا تقتصر على الإضرار بالثروة الحرجية فحسب، بل تمسّ أيضاً النظام البيئي الذي يعتمد عليه السكان المحليون للحفاظ على مواردهم الطبيعية. وقد سارعت الفرق الميدانية إلى تحرير محاضر ضبط بحق المخالفين وإحالتها إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

استراتيجية وزارة الزراعة
تأتي هذه الحملة في إطار خطة استراتيجية تنتهجها وزارة الزراعة لحماية الغابات، التي تُعد جزءاً مهماً من التراث الطبيعي للبنان. وتهدف الوزارة إلى تعزيز تطبيق القوانين المتعلقة بحماية الثروة الحرجية من خلال تكثيف الرقابة وتفعيل العقوبات الرادعة على المخالفين. إضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى تعزيز التعاون مع السلطات المحلية والجهات الرسمية لضمان نجاح هذه الجهود وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
دور الوعي البيئي
إلى جانب التدابير القانونية، تعمل وزارة الزراعة على نشر الوعي البيئي بين المواطنين وتشجيعهم على المشاركة في حماية الغابات وصون الموارد الطبيعية. وترى الوزارة أن تعزيز الثقافة البيئية هو جزء أساسي من الحل لمواجهة التحديات التي تواجهها الثروة الحرجية في لبنان، خاصة في ظل التغيرات المناخية وازدياد الضغوط البيئية.
دعوة للمواطنين
تناشد وزارة الزراعة جميع المواطنين الالتزام بالقوانين البيئية والمساهمة في حماية الغابات من التعديات، مؤكدة أن هذه الثروات الطبيعية ليست مجرد مورد اقتصادي أو جمالي، بل هي جزء من هوية لبنان وإرثه الوطني. وتحثّ الوزارة الجميع على التكاتف للحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة، بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية وتوازن النظام البيئي.

وادي الحجير: رمز للبيئة اللبنانية
تعتبر محمية وادي الحجير واحدة من أهم المناطق الطبيعية في لبنان، لما تحتويه من تنوع بيولوجي غني ومشهد طبيعي فريد. كما تُعدّ المحمية موطناً للعديد من الكائنات الحية، ومصدراً حيوياً للهواء النقي والمياه العذبة. ولذلك، تُبذل الجهود لحماية هذه المنطقة لضمان استمراريتها كمساحة طبيعية خضراء تسهم في الحفاظ على التنوع البيئي.
تعزيز الجهود المستقبلية
تُظهر هذه المبادرات التزام وزارة الزراعة بحماية البيئة ومواجهة التحديات البيئية المتزايدة، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أن نجاح هذه الجهود يعتمد على تعاون الجميع، بدءاً من السلطات المحلية وصولاً إلى المواطنين. وتبقى حماية الغابات مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجهود لتحقيق التنمية المستدامة وصون الإرث البيئي للبنان.
بهذه الجهود، تواصل وزارة الزراعة تأكيد دورها الفاعل في حماية البيئة وتحقيق التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.