الإرادة لا تُقهر.. كريستيان چيرار أنانيان “كيكو” نموذجٌ لإبداعٍ لا يعرف المستحيل

بقلم الكاتبة: زينب محمد شرف

في زمنٍ أصبحت فيه المجتمعات أكثر وعيًا واحتواءً، يثبت الفنان كريستيان چيرار أنانيان، المعروف فنيًا باسم “كيكو”، أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية جديدة تُكتب بحبر الإرادة والإصرار.
ولد كريستيان عام 1986، مصابًا بشلل دماغي أثّر على قدرته الحركية، لكنه لم يسمح لذلك أن يُقيد أحلامه أو يحدّ من طموحه. يقول كريستيان عن نفسه: “رغم إعاقتي المتعددة، أصبحت فنانًا برعاية الله، وبدعم من أسرتي وأصدقائي. أنا فخور بما وصلت إليه، والإرادة هي سر النجاح.”
الإنسان لا يُقاس بجسده، بل بعزيمته
كريستيان لم يرَ في إعاقته عائقًا، بل بوابة إلى عالم من الألوان والتعبير الفني، شارك من خلاله في معارض محلية ودولية، ناقلًا رسائل التفاؤل والإيجابية عبر لوحات رسمها قلبه قبل ريشته. يرى أن الفن لغة لا تحتاج إلى جسد قوي، بل إلى روح ترفض الاستسلام، ويؤمن أن “العجز الحقيقي لا يكمن في الجسد، بل في الفكر المحدود، والروح التي تفتقر إلى الإصرار.”
مجتمعات أكثر شمولًا.. واحتواءً
في مجتمعات تركض خلف المثالية الشكلية، يظهر متحدو الإعاقة كنماذج نادرة للإبداع، موجهين رسائل قوية بأن الطريق لا يُقاس بخطوات الأرجل، بل بخطوات القلب والعقل. يؤمن كريستيان أن اختلافاتنا تُكملنا، وأن لكل فرد دوره مهما كانت تحدياته، وأن “المجتمع الحقيقي هو الذي يزيل الحواجز، لا الذي يخلقها.”

وفي مطلع عام 2019، استُخدمت لوحات كريستيان في بطاقات المعايدة الخاصة ببنك الإسكندرية، كما حصل على جائزة مبدع في ملتقى “بصمة إبداع”، وتم تكريمه في عدد من الفعاليات مثل “خلي بصمتك معانا”، و”بُكرة أحلى”، بالإضافة إلى تكريمات من بنك القاهرة، وبنك قناة السويس، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
قصة تُكتب بإرادة لا تنكسر
ما يقدمه كريستيان اليوم لا يُعد مجرد فن، بل هو رسالة حية بأن النجاح لا يعرف جسدًا أو قالبًا، بل يعرف فقط من يمتلك الشغف والإرادة. لقد أثبت للعالم أن الإبداع لا يُقيد، وأن الحواجز تنكسر حين تُقابل بإصرار.
نختم بما قاله كريستيان: “لا تدع ما لا تستطيع فعله، يمنعك من فعل ما تستطيع.”
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى أن نكون مجتمعًا يزيل الحواجز أمام أصحاب الهمم، لا أن يخلقها. فالإعاقة لا تعني النهاية، بل قد تكون شرارة لبداية قصة بطولية تُروى لأجيال قادمة.