الأبيض في افتتاح “مركز العلاج الكيميائي ” في المستشفى التركي: نقابل العدوان بالصمود والبناء
رعى وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض حفل افتتاح مركز العلاج الكيميائي النهاري لمرضى السرطان في مستشفى الطوارئ الحكومي في صيدا – التركي ” بتمويل من الهلال الأحمر القطري وضمن مشروع تجهيز اقسام علاج السرطان في المستشفيات الحكومية اللبنانية وفي اطار المشروع الوطني للسرطان الذي تنفذه وزارة الصحة .
حضر حفل الإفتتاح الى جانب الوزير الأبيض راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار وممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد الأرشمندريت جهاد فرنسيس والنواب ” الدكتور أسامة سعد ، الدكتور عبد الرحمن البزري ، الأستاذ علي عسيران ، الدكتور ميشال موسى ، الدكتور شربل مسعد والدكتورة غادة أيوب” وسفير تركيا في لبنان علي باريش أولوصوي ، ورئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان الدكتور محمد السوسي” وممثل رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري مستشارها للشؤون الصحية الدكتور ناصر حمود، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو ، ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع وعقيلته المحامية مايا غسان المجذوب ورئيسا البلدية السابقين المهندس محمد السعودي والمهندس هلال قبرصلي، وأعضاء في المجلس البلدي، و رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة الدكتور هشام فواز، ورئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور جلال حيدر، وطبيبة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود ، ورئيس مجلس إدارة مدير عام مستشفى صيدا الحكومي الدكتور أحمد الصمدي ، والسفير الأستاذ عبد المولى الصلح ، ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي الأستاذ عبد اللطيف الترياقي ، وأصحاب وممثلو عدد من المستشفيات الخاصة وممثلون عن الصليب الأحمر اللبناني ورؤساء وممثلو هيئات أهلية واجتماعية وجمع من المدعوين .
وكان في استقبالهم رئيسة اللجنة الإدارية للمستشفى التركي في صيدا السيدة منى ترياقي وأعضاء اللجنة .
منى الترياقي
بعد النشيد الوطني اللبناني ، تحدثت الترياقي فرحبت بالحضور ” في مستشفى الطوارئ في صيدا الحكومي ( التركي ) المتخصص بمعالجة إصابات الحروب ومنها الصدمات والحروق . وقالت:” ان فكرة تأسيس المستشفى جاءت اثر حرب تموز عام 2006 وما نتج عنها من أعداد كبيرة من الجرحى والإعاقات الجسدية . وتمت اشادة هذا المستشفى ببنائه وتجهيزاته وفقاً لأعلى المعايير والمواصفات بهبة من الجهات التركية المشكورة دائماً من أجل ان يصبح مركزاً مميزاً في لبنان والمنطقة بأعلى مستوى في ادارته وخدماته الاستشفائية” .
وأضافت:” منذ تعييننا كلجنة إدارية لهذه المؤسسة العامة ونحن نسعى جاهدين الى تطبيق رؤية واضحة وتحقيق اهداف هذا المشروع النوعي والحيوي ضمن الإمكانيات الضئيلة المتوافرة ، الا أن كافة الدراسات اكدت على أن التشغيل الجزئي للمستشفى يستدعي الحاجة الى حوالي مليون دولار مما اضطرنا الى تعديل الخطط بما يتناسب والوضع الراهن، لا سيما طبعاً التدهور في قيمة العملة الوطنية والتحديات والعوائق الكبيرة التي عانى منها لبنان في السنوات الأخيرة . بالإضافة الى ذلك، فإن الظروف الصحية أثرت على مسار المستشفى وعمله ففتحنا مركز التقليح لمدة سنة تحت إدارة Medair . واستحصلنا على اذن توظيف بعد سنة من تعييننا فتم الإعلان عن الوظائف لتشغيل الأقسام الخارجية واعتمدنا الكفاءة والخبرة والوسائل الشفافة لإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب “.
وقالت:” ونظرا للظروف القاهرة التي نمر بها ، واستنادا الى ضرورة استمرار هذا المرفق العام وتقديم الخدمات الطبية وخصوصاً ان نسبة كبيرة من المرضى لجأت الى المستشفيات الحكومية لتلقي الخدمات الاستشفائية ، نفتتح اليوم مركزاً لتلقي العلاج الكيميائي بدعم وجهود كبيرة من معالي الوزير كجزء من الخطة الوطنية لمعالجة السرطان ، وقد تم تجهيز القسم من قبل الهلال الأحمر القطري مشكورين “.
وتوجهت الترياقي بالشكر الى كل من ساهم في دعم المستشفى في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد ، وخصت بالشكر وزارة الصحة ممثلة بالوزير الدكتور فراس الأبيض والهلال الأحمر القطري والسفارة التركية ، وبلدية صيدا وكاافة نوابها وفاعلياتها لدعمهم للمستشفى خلال السنوات الماضية . كما شكرت موظفي المستشفى الذين “راعوا ظروفنا الصعبة التي مررنا بها للوصول على هذه المرحلة من التشغيل ” . وختمت بالقول :” نحن مصرون ومثابرون على متابعة مسيرتنا في فتح باقي الأقسام وتشغيل كامل المستشفى”. .
الهلال الأحمر القطري
والقى رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان الدكتور محمد السوسي كلمة بالمناسبة قال فيها :” من جديد ندشن أحد مشاريعنا الخيرية من الهلال الأحمر القطري ، هذه المشاريع هي جزء من يد العطاء الكبيرة، يد الأخوة ، يد دولة قطر التي ما زالت مستمرة في مساعدة الأشقاء في لبنان ومساعدة أهله وشعبه للخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان منذ 2019 . وانطلاقاً من رسالتنا الإنسانية ، سنستمر في العمل مع الجميع ، مع وزارة الصحة ومع وزارة الشؤون الاجتماعية ومع شريكنا التنفيذي الصليب الأحمر اللبناني “.
وأضاف :” حاليا لدينا مشاريع صحية متعددة واغاثية أيضاً أهمها : مشروع العمليات الجراحية الصغرى والمتوسطة ، مشروع دعم مراكز الرعاية الأولية ، مشروع دعم مراكز علاج السرطان وهو يهدف الى تجهيز اقسام السرطان ضمن المستشفيات الحكومية لتطوير البنية التحتية ومساعدة المرضى ، حيث تم دعم 15 قسماً منها 7 أقسام جديدة ، بينما بلغ عدد الأقسام القائمة التي تم دعمها بالتجهيزات 8 اقسام ، حيث تم كل ذلك بالتعاون مع وزارة الصحة .. ورسالتنا مستمرة وعملنا مستمر ونتمنى النجاح والتوفيق للجميع ونتمنى الإزدهار للبنان وأهله “.
الوزير الأبيض
وتحدث وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض فقال :”.. في هذا الجو من العدوان المستمر على لبنان وعلى فلسطين، نجتمع اليوم لنقابل هذا العدوان والهدم بالصمود والبناء ، وحتى نثبت ان الدولة اللبنانية حقيقة مستمرة بالقيام بواجباتها تجاه أهلها وشعبها.. في هذه الأوقات الصعبة وأوقات الأزمات ، كثيرون قد بقولون ، كيف يمكن الاستمرار خاصة في زمن نقص الموارد ، وربما نقص الموارد نستطيع قد يكون حجة لنبرر لماذا لا نستطيع ان نقوم بخطوات كثيرة ، ولكن الناس تنسى أنه في أوقات الأزمات ، تبنى المؤسسات بالعزائم وليس بالموارد المادية “.
وأضاف:” ان أهمية هذا المشروع الذي نحن فيه اليوم أنه خلال فترة طويلة ، وبداية هذا المشروع نتذكر كيف بدأ بعد العدوان الاسراائيلي عام 2006 ، وكان هناك قرار من الحكومة التركية في حينها لدعم لبنان ، وكانت نتيجة هذا الدعم هذا المستشفى الذي يقوم في منطقة تفتقد اليه ، تفتقد لموضوع الحروق وجرحى الحروب ، وكانت تكلفة هذا المشروع الى الآن ما يزيد على العشرين مليون دولار أميركي، ولكن للأسف وبسبب ظروف عدة ، لم يفتتح هذا المشروع ، ولم يستفد منه المرضى. وكان قرار وزارة الصحة منذ اليوم الأول أننا نعتبره مشروعاً استراتيجياً لنا ويرسل إشارة صحيحة الى الجميع، ليس على فقط عزم وزارة الصحة على بناء الخدمات بالنسبة لأهلنا وللحفاظ على صحتهم، ولكن خاصة في القطاع الحكومي ودور المستشفيات الحكومية . والذي لمسه الناس خلال فترة الكورونا – ونحن لدينا ثقة وهذا الذي وضعناه في الاستراتيجية الوطنية للصحة – الدور الكبير للمستشفيات الحكومية للمرحلة المقبلة ، ولذلك كانت أهمية اننا نركز على انطلاق هذا المشروع . ولكن العقبة الأساسية التي واجهت هذا الموضوع والذي ذكرته الدكتورة منى انه دائما بداية أي مستشفى تحتاج الى استثمار مادي كبير وانه للآن الاستثمار المادي قد لا يكون موجوداً”. .
وتابع :” لذلك نحن لا نقبل بالصعاب ولا ان نستعمل هذه الحجج. نحن كانت لدينا خطة مشتركة مع القائمين على هذا الصرح وعلى هذه المؤسسة ، والذين خدموا هذه المؤسسة بكل امانة والتي نشهد لهذا الصرح ورغم انه مر عليه فترة طويلة دون استعمال لا زال محافظاً على كل الإستثمارات التي وضعت من معدات طبية وغيرها ، كأن بناؤه انجز البارحة . ونحن بالتعاون مع اللجنة القائمة وأوجه لهم تحية كبيرة هم والعاملين في المستشفى ، وضعنا خطة للتدرج في افتتاح هذا المركز وبالتعاون مع الشركاء ، فلذلك كانت البداية افتتاح الأقسام الخارجية من مختبر وكذلك من اقسام اشعة ، اضف الى ذلك كان جزء من الخطة الوطنية للسرطان وخاصة في القطاعات الحكومية ، لما نشهد من بعض التجاوزات في بعض المستشفيات الخاصة – وأقول البعض وليس الكل – ، فخطتنا التوسع بتقديم هذه الخدمات في المستشفيات الحكومية، ولذلك كان مشروع التعاون مع الهلال الأحمر القطري مشكورين. وهو كما قال الدكتور السوسي ليس أول مشروع ولا آخر مشروع ، وهناك تعاون وثيق جداً ونحن شاكرين للهلال الأحمر القطري دوره ان كان في مراكز الرعاية الأولية او في المستشفيات او في العمليات أو وقت الكورونا ومشاريع توفير المياه السليمة للقاطنين في لبنان .. او موضوع تقديم الأدوية التي احتجنا لها ، كلها مشاريع مهمة جدا ونتقدم بشكر كبير لقطر وللهلال الأحمر القطري” .
وقال الوزير الأبيض :” المشروع الذي نحن بصدد افتتاحه لن يكون آخر مشروع هو جزء من هذه المشاريع، وسوف يتبعه بسرعة مشروع بالتعاون مع اليونيسف لتأمين 100 ميغا من الطاقة الشمسية لهذا المستشفى لتمكنه من ان يستمر من دون ان يحتاج ليبقى يدفع تكاليف على المازوت . وهذا المشروع سينجز ان شاء الله خلال الأسابيع القليلة لأن المعدات اصبحت موجودة على ارض المستشفى. وكذلك هناك قسم غسيل الكلى الذي سوف نفتتحه ان شاء الله خلال 8 أسابيع وسيكون على مرحلتين ، وهناك قسم الطوارئ الذي كذلك سيفتتح بالتعاون مع الجيش اللبناني ان شاء الله كذلك في الأسابيع القليلة المقبلة ، وكذلك سيكون افتتاح اقسام العمليات والإستشفاء بعد ان تكون هذه المشاريع التي قمنا بها أمنت موردا من الأموال لهذا المستشفى. وخلال هذه الفترة جاءت مساهمة للمستشفى أعتقد نزلت في حسابها ، وأيضا هناك مساهمة أخرى ستكون ، وهذا سيؤمن الدفع المطلوب حتى ان شاء الله يعود هذا الصرح كما كلنا نحلم ويقوم بدوره ليس فقط لأهل صيدا بل وكمركز لعلاج الحروق بشكل خاص. ونحن بدأنا بمشروع وطني لعلاج الحروق بالتعاون مع مستشفى الجعيتاوي والمشروع الوطني سيطون في هذا المستشفى بالذات. وهذا سيؤمن خدمة لأهلنا في الجنوب وجبل لبنان وخاصة البقاع الغربي ولأهلنا في كل لبنان” .
وختم الوزير الأبيض بالقول : ” اعود وأقول اننا نرى من جديد موضوع العدوان الذي يشنه العدو الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين وكذلك في لبنان ، ونرى ان هذا العدو له أصدقاء وداعمين في هذا العدوان ولكن نحن أيضا في لبنان لدينا أصدقاء وداعمين. وهنا أوجه شكراً وتحية كبيرة لدولة تركيا التي وقفت معنا في هذا المشروع وفي هذا الصرح ، وكما قلنا سعادة السفير حلمنا ان هذا المستشفى ان شاء الله يقوم ويؤدي الدور المطلوب منه ، وكما وعدت اهل صيدا في أول زيارة ، نحن في وزارة الصحة نعتبره موضوعاً استراتيجيا وان شاء الله في هذه السنة سنرى افتتاحا كاملاً لهذا المستشفى” .
بعد ذلك قام الوزير الأبيض بمشاركة المطران العمار والسفير التركي والدكتور السوسي والحضور بقص شريط افتتاح مركز العلاج الكيميائي النهاري لمرضى السرطان في المستشفى التركي وجالوا على اقسامه وبعض اقسام المستشفى .
رأفت نعيم