سياسة

حركة نزوح واسعة في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار إسرائيلي

شهدت منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت حركة نزوح كبيرة، وذلك عقب إنذار إسرائيلي بقصف أحد المباني في المنطقة، ما أدى إلى حالة من الهلع بين السكان الذين سارعوا إلى إخلاء منازلهم والمباني المحيطة بالموقع المهدد بالقصف.

أما عن المبنى المستهدف يقع في منطقة محاطة بعدد من المدارس والمباني السكنية، مما زاد من تعقيد الأوضاع وأدى إلى ازدحام مروري خانق في شوارع الضاحية، حيث تسابق السكان لمغادرة المنطقة تحسبًا لأي تصعيد.

وفي ظل هذه التطورات، أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية بيانًا دعت فيه إلى تعطيل وإخلاء المدارس والمجمعات التربوية الواقعة في الضاحية الجنوبية ومحيطها، بما في ذلك مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في الحدث. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على سلامة الطلاب والمعلمين والعاملين في القطاع التعليمي.

وفي وقت لاحق، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية المبنى الذي كان مهددًا بالقصف، ما أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة. ويأتي هذا القصف بعد إطلاق مقذوفين صاروخيين من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن سلسلة غارات على مناطق مختلفة في لبنان.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط قتيل وإصابة 18 شخصًا بجروح، بينهم ثلاثة أطفال، في بلدة كفر تبنيت. كما أفادت تقارير بوقوع غارات أخرى على مناطق في إقليم التفاح، وأطراف بلدات زوطر الشرقية ويحمر الشقيف، مما زاد من حالة التوتر الأمني في المنطقة.

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة حجم النزوح الذي شهدته شوارع بيروت، حيث غادر المئات من السكان المناطق القريبة من المواقع المستهدفة، وسط مخاوف من تصعيد عسكري أوسع.

تأتي هذه الأحداث في إطار تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، وسط تحذيرات دولية من تداعيات خطيرة لأي تصعيد إضافي قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

البعد السياسي والعسكري: التصعيد الحالي يعكس استمرار التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل إلى توجيه رسائل ردعية ضد حزب الله، فيما يظل الحزب متمسكًا بمعادلة الردع المتبادل.

البعد الإنساني: يشكل النزوح الواسع من الضاحية الجنوبية تحديًا إنسانيًا كبيرًا، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها لبنان. كما أن استهداف مناطق سكنية يزيد من المخاطر على المدنيين ويعزز حالة الذعر بينهم.

المآلات المحتملة: في حال استمرار التصعيد، قد نشهد مزيدًا من الغارات والاشتباكات على الحدود، مما قد يدفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى التدخل لمحاولة احتواء الأزمة. كما أن أي تصعيد إضافي قد يؤثر على الاستقرار الداخلي في لبنان، الذي يواجه بالفعل أزمات سياسية واقتصادية حادة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة الأوضاع، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد جديد قد يغير موازين القوى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى